الأحد، 15 مارس 2009

الكهربا جات 3

كهربة ريفي كريمة
اهالي الريف يرددون الاغنية الهتاف :(قوم سيب الخرطوم قوم بارحها)
غادرنا عطبرة صباح الجمعة التاسع عشر من ديسمبر 2008 غربا عبر معدية الفاضلاب نروم حاضرة الشايقية كريمة التي تبعد عن عطبرة بقرابة الثلاثمائة كيلومتر للوقوف علي شبكة كهرباء الريف بالولاية الشمالية انطلاقا من كريمة ..عبرنا الجسر من مدينة مروي الي شبا ومنها الي كريمة التي وصلنا في تمام العاشؤة والنصف وذلك بفضل الطريق المعبد الذي يربط كريمة بعطبرة , لقد ولت ايام المعاناة ومشقة السفر ومخاطره عندما كانت الامهات يودعن ابناؤهن بالدموع خوف ان تبتلعهم الصحراء , وما اعظم حظ الاجيال الناهضة التي لم تتلمس مشقات السفر في الايام الخوالي .
في كريمة وجدنا في استقبالنا المهندس ناجي الامين السعيد والمهندس حذيفة محمد عثمان والامين فضل المولي ومجدي وداعة من منسوبي الهيئة القومية للكهرباء بكريمة الذين كان عليهم اطلاعنا علي المناطق الريفية التي يستهدفها التيار ضمن مشروع كهرباء الريف وفجر السبت اتجهنا صوب الشمال في محازاة الضفة الشرقية للنيل متجاوزين عددا من القري التي ظل مواطنيها يتمتعون بخدمات التيار الكهربائي منذ سنوات بدءا بشبا , مروي شرق , الكرو , الدهسيرة ,الزومة ومقاشي


المقل
هذه بلدة المقل دخلناها من ناحية النيل والطريق الي هذه القري يمر بين النيل والمجمعات السكنية اي اننا منحنا جانبنا الايسر للنيل وغابات النخيل المريحة للنفس بينما كانت القري علي ميامننا والفاصل بين المزراع والمنازل هو عرض الطريق الذي لايتجاوز الخمسة امتار في احسن الاحول وفضلنا هذه الطريق رغم ان هنالك طريق اسفلت تحت التشييد ولكنة يبعد قليلا عن المستعمرات السكنية .
في المقل جلسنا الي الرضي محمد الرضي وهو مزارع وناشط اجتماعي يبلغ من العمر (62) عاما سالته عن تاريخ القرية فاجابني بانها ضاربة في التاريخ مستدلا بوجود ثلاث مناطق اثرية تحسطبالبلدة وعن التحولات الاقتصادية المرتقبة فقال : ( الكهرباء كلها فوائد ونعول عليها في احداث تحول جذري بدء بزيادة الرقعة الزراعية باستغلال كافة المساحات القابلة للزراعة والتي ظلت خارج النشاط لان اصحاب الارض من المزارعين لايملكون الموارد المادية الكافية خاصة ان تكاليف تشغيل طلمبات الديزل غالية جدا تذهب بكل ريع الزراعة بل انها في كثير من المواسم تكون غير مجزية وتلحق بالمزارعين خسائر مادية فادحة وصول الكهرباء يعني استغلالها في الطلمبات وبالتالي تقليل التكلفة كما ان هنالك الكثير من المساحات القابلة للاستزراع في الناحية الشرقية وهذا يعني ان الاوضاع الاقتصادية ستشهد انقلابا لمصلحة المنتجين في وقت يشهد فيه العالم ارتفاعا مضردا في اسعار الغذاء وصارت الشعوب تخضع لاية توجهات يمليها منتج الغذاء .
القرية.
المقل شهدت تغيرا واضحا بعد وصول الامداد الكهربائي اذ اقيمت العديد من ورش الحدادة والنجارة ورغم ان هذه الورش بداتصغيرة ولكن نتوقع لها التوسع بعد الدخول في الشبكة القومية كما نتوقع نقلة في الصناعات التحويلية لمنتجات القمح من نشويات كالشعيرية والسكسكانية والبسكويت وصناعات تعليب وتجفيف الخضر والفواكه اضافة للثلاجات الضخمة للبطاطس وغيرها ومما يمكن المنتج من المنافسة في الاسواق العالمية وجود المطار الدولي بمروي كما يمكن زراعة العديد من السلع التي تحصد ابان فترة الجليد بالبلدان الاوربية .
نفيسةعثمان طه سورج الملقبة ببت العمدة والتي تبلغ من العمر ثمانين عاما سالتها قائلا ( كيف كانت احوالكم في السايق ؟ فاجبت قئلة : ( كانت هنالك معاناة ... كنا نلجأ لاستخدام جريد النخل والحطب للطهي خاصة ان ضيوف العمدة كانوا كثرا وكنا نستخدم اللمبة ام صنيب – حبوبة ونسيني في اعداد الطعام والفوانيس لاضاءة الغرف .. كان تعليم البنات محظورا او معدوما فلم نكن نتوقع وصول الكهرباء وكانت مياه المواسير اكبر تحول تنتهي عنده تطلعاتنا .) قلت لها كيف بعد وصول الامداد التيار ؟ فاجابت : بعد وصول الكهرباء جاءت الثلاجات والمراوح وتحول العمل من افران الطين للافران الكهربائية كنا نعصر الليمون والان تستخدم الخلاطات ) وهنا تدخلت رقية حسن الرضي (50) عاما لتضيف الاولاد باتوا يستذكرون دروسهم في المساء وفي الفجر بفضل وصول الكهرباء وقد امتلكت ماكينة خياطة تعمل بالكهرباء وبالتالي فقد وفرنا المصاريف التي كانت تذهب للترزي وصرت اطرز وفق رغبتي , في البيت صرنا نضع باقي الطعام في الثلاجة وبتنا ناتي بالخضار مرة واحدة في الاسبوع بدل احضار الخضار كل يوم والمحلله علي التطور الذي شهدته القرية بعد وصول التيار الكهربائي للبلدة
قرية الحجير
هذه بلدة الحجير التي يعود اسمها لحجر ضخم يتوسط مزارع النخيل كانت تحيه منازل الاهالي قبل فبضان 1988 الشهير وبعد انهيار المنازل في الفيضان عمد الاهالي للعمل بنصيحة الحكومة وانتقلوا لاعلي فتم استبدل الحجر ليغدو حجير سألت عبدالمعطي محمد الخضر والذي يبلغ من العمر (65) سنة فقلت له الان بتم تنعمون بالتيار الكهربائي فهل توقعتم وصوله قريبا فاجاب : ( لم نكن نحلم بهذه الخدمات والزراعة كانت مكلفة جدا وفي كثر من الاحيان كانت تلحق الاضرار البليغة بالمزارع ونظرا للخوف التعرض لمزيد من الخسائر وارتفاع التكاليف خاصة لمدخلات الوقود والاسبيرات كل ذلك جعل المزارع يلجا لزراعة مساحات محدود جدا خاصة بعد فيضان 1988 عندما تحول المواطن لمستهلك لللاغاثات القادمة من الخارج .
بوصول التيار يمكن استخدام طلمبات الكهرباء في الري وهذا يدفع المزرع لزراعة كل المساحة كما يؤدي ذلك للزراعة علي مدار العام اي تكثيف الزراعة كما يمكن استغلال الاراضي اعلي النيل وزراعة كل المساحة يعني اضطراري للاستعانة بعمالة خارجية من العرب لبدو وفي هذا عائد مجزي للمزارع والعامل الزراعي وبالتالي فان زيادة دخل المزارع والعمل يعني دفع الحراك الاقتصادي الذي تستفيد منه كافة الشرائح الاجتماعية كما ان زيادة دخل المزارع تدعم النسيج الاجتماعي عبر المشاركة في (نقطة الافراح) عند الزواج او الختا وغيرها خاصة ان المشاركة في مثل هذه الاجتماعيات لها اثرها الايجابي في التواصل , كما ان جزء من العوائد المجزية يمضي لتحسن بيئة السكن ولم يتبقغير محطة المياه الجديدة التي تعمل بالكهرباء حتي ننعم بالمياه طيلة اليوم .
قرية الدبارك
قرية الحجير الدبارك يقطنها الرب الهواوير وقد امتدت لها اعمدة النور والتوعية لتاكيد ان الناس سواسية لا فرق بينهم هكذا ابتدر عبدالله نصر احمد (70)عاما حديثه ليمضي في الحديث ان القرية انشاها العرب الهواوير في ثمانينات القرن الماضي اثر المحل الذي ضرب البلاد في عام 1984 عندما لجا العرب للنزوح ناحية النيل ليرتبطوا بالقري والبلدات بعد ان استقبلهم اهلها بحفاوة فباتوا يعملون مع السكان في امتهان الزراعة , كانت بيئة السكن في البداية رواكيب وعشش تطورت مع الزمن لبيوت من الجالوص شان اهل القري , الان القرية تنعم بالامداد الكهربائيوتوقع عبدالله ان يحدث وصول التيار تغييرا جزريا في فرقان القري خاصة ان استبدال مولدات الديزل دائمة الاعطال سيتم استبدالها بالطلمبات الكهربائية ما يعني مضاعفة العائد المادي كما ان الكهرباء تمكن التلاميذ من استذكار دروسهم
قرية الكرفاب
هذه بلدة الكرفاب التي تبعد (48) كيلومتر الي الشمال من كريمة حدثني احمد محمد طه دروس المساعد الطبي بالمركز الصحي واحد ابناء القرية عن سر تسمية البلدة فقال ان القرية قديمة قدم التاريخ بشهادة الاثار المتناثرة وكان هنالك مدخلا واحدا للقرية والقري المجاورة للعبور ناحية كريمة فوضعت السلطات نقطة للكر اي الجباية فكان الجنود يقول الكر فات اي ان الذي دفع الجباية قد مر وبمرور الزمن صارت الكرفاب , اهل المنطقة من مجموعة الشايقية الذين يمتهنون الزراعة واهم المحاصيل القمح يليه الذرة والتمر كما عرفت المنطقة بانتاج الفول المصري , كان الاهالي يعتمدون علي الساقية التي ظلت الوسيلة الوحيدة للري تطروت في السنوات اللاحقة الي وابورات الديزل وبمرور السنوات ونسبة لارتفاع اسعار الوقود والاسبيرات اضطر الاهالي للحد من المساحات الزراعية رغم توفر المساحات الشاسعة التي تمتاز بالخصوبة اضافة لااراض الجزر واهمها جزيرة الحجر التي تجاوز طولها العشر كيلومترات بعرض يفوق الخمسة والجزيرة الواقعة بين الشاطراب والكرفاب , تراجعت الاراضي الزراعية بسبب ارتفاع التكلفة عمد الكثيرون الي مغادرة البلدة للخرطوم وغيرها من المدن . اخذ بالحديث الخير علي الريح قائلا ان وصول الامداد الكهربائي يعني خفض تكلفة الانتاج مهما كانت تعريفةالكهرباء وبالتالي زيادة الانتاج وزراعة المساحات البور , وقد ادي خفض المساحات الزراعية لازدحام المدن وخلو الريف وبوصول الكهرباء سيعود الاهالي خاصة الشباب لفلاحة اراضيهم واذا كانت الشمالية قد وهبت فلذات كبدها للصعيد وعموم انحاء البلاد فها هي الولاية سترمي خلال السنوات القادمة بالانتاج لجميع الانحاء عبر الامن الغذائي , شارك في الحديث احمد عبدالله الشايق البالغ من العمر (65) سنة قائلا ان في وجود مطار مروي تشجيع للفلاحين لدفع الصادر خاصة ان العديد من الخضروات والفاكهة تحصد في مواقيت تكون فيها اوربا تحت وطأة الشتاء القارس والجليد اما الشريف ودرخا علي فقد امن علي ماذهب اليه من سبقوه في الحديث مضيفا ان من فوائد التيار الدائم عبر الشبكة اعمار المساجد خاصة في الصبح لان مكبر الصوات يساعد في ايقاظ الناس لاداء الفجر حضورا .
زينب عثمان محمد صالح البالغة من العمر (45) عاما فقد قالت لقد استعدينا لاستقبال الكهرباء بشراء الموتورات للزراعة والثلاجات للمنازل خاصة ان النسوة بالقرية كن يقذفن بباقي الطعام مما يؤدي لخلق البيئة المواتية لتوالد الذباب وانتشار الامراض اما الان فانهن يقمن بوضع الطعام في الثلاجة ما يجعلنا مستدات لمقابلة ما يحتاجه الضيف بسرعة كما تم شراء الافران العاملة بالكهرباء والخلاطات وفي التلفزيون فان وجود قنوات مفضلة مثل ساهور واقرا والرسالة ستساهم في نشر الوعي الديني فيما سيتم تشفير القنوات غير المالوفة حفاظا علي القيم كما ان الكهرباء تعني تمكين التلاميذ من الاستذكار ليلا وفجرا وبالتالي فاننا نتوقع ارتفاعا في نسب النجاح ومواصلة رحلة التحصيل الاكاديمي للجامعة وبعدها وشكرت زينب القائمين علي الكهرباء الذين وضعوا انسان الريف نصب عيونهم .
ميرغني محمد طه (80) عاما كان يعمل شرطيا بولاية الجزيرة حدثني قائلا بعد احالتي للمعاش قررت العودة للبلدة ووجد هذا التوجه ثورة ورفضا من الابناء ووالدتهم نظرا لان المنطقة تفتقر للخدمات وبعد وصول الامداد تخلص ميرغني من الزجر خاصة من ام العيال التي باتت مشغولة بمتابغة واستغلال الادوات الكهربائية , ونصح ميرغني كافة المعاشيين من ابناء المنطقة بالعودة باسرهم خاصة ان هنالك اكثر من (30) اسرة عادت بعد وصول التيار في رمضان الماضيبعد قناعتهم بان المنطقة باتت جاذبة للجميع.
وقال السر محمد طه دروس (60) لو بث المولي سبحانه وتعالي الروح في الموتي بالقرية وشاهدوا الواقع الراهن لماتوا من المفاجأة بعد التغيير الذي شهدته القرية .
البرصة
غادرنا الكرفاب الي البرصة (60) كيلومتر ناحية الشمال متخذين ذات الطريق الذي يفصل بين القري والمزارع وفي البرصة التقيت الحاج عمر وداعة عمر وهو شيخ في السبعين من العمر , سالته عن تاريخ القرية فاجابني قائلا تاريخ البرصة قديم قدم الشمال وظلت القرية تابعة لعمودية جلاس جلاس ويقال ان اسمها قديما كان الحرسة واغلب الظن ان الحكام القدماء كانوا يقيمون بها حراسة لنزل الخارجين عن القانون فتحورت الحراسة الي الحرسة ثم الي البرصة , واهالي القرية يعتمدون علي الزراعة وبعض الثروة الحيوانية المحدودة وقد نشات بالقرية الطريقة العجيمية من الطرق الصوفية .
مضي الشيخ عمر وداعة عمر للحديث قائلا : ( لازلنا نعتمد علي وابورات الجازولين في الزراعة ونتطلع استبدال الطلمبات للموتورات بعد وصول الكهرباء خاصة ان الديزل مكلف جدا ما جعل الاهالي يقفون علي زراعات محدودة لمقابلة احتياجاتها , يوجد بالمنطقة مشروع قائم يمتد من البرصة حتي النافعاب وقد اقيم المشروع ضمن برنامج توطين القمح وظل المزارعون بالمشروع يشكون ارتفاع التكاليف غير ان تشغيل طلمبات المشروع بالكهرباء يعني خفض التكلفة خاصة ان وابورات المشروع الانجليزية ذات الحداف البعيد قد استبدلت بالحداف الصغير بينما استبدلت بالطلمبات الصينية المعتمدة علي الجازولين قد اسهمت في زيادة التكلفة وبدخول الكهرباء فان عائد المزارع سيرتفع كثيرا كما ان الزراعة ستكون علي مدار العام بدلا من العروة الشتوية وطالب عمر وداعة بخفض تعريفة الكهرباء حتي يمكنها ان تساهم بصورة سريعة في نهضة البلاد.
قرية البار
هذه قرية البار يصفها عبدالحليم محمد عبدالرحمن (60) سنة بانها ظلت طاردة لفلذات كبدها خاصة لشريحة الشباب فالاراضي التي يقومون بزراعتها تتراجع كل عام نظرا لزيادة التكلفة والاعطال التي الحقت الخسائر الفادحة بالمزارعين ما اضطرهم لدفع ابنائهم للهجرة الداخلية ومما ساهم في التدهور عدم وجود انشطة انسانية اخري غير الزراعة .
وصول الكهرباء يعني ان الحكومة التفت لاول مرة علي الريف حتي يعود للدفع في الناتج الاجمالي للبلاد خاصة في ظل الموارد الضخمة من المساحات المتاحة في الزراعة والصناعات التحويلية وقد ظهرت بالمنطقة العديد من الورش وسمعنا عن استقطاب اصحاب الاموال للاستثمار الصناعي وبوصول الكهرباء بدات الخدمات ترتقي ما جعل المنطقة جاذبة لتبدا الهجرة العكسية من المدن للريف, وطالب عبدالحليم الجهات المسئولة بمياه الريف الاغتداء بالهيئة القومية للكهرباء باقامة محطات المياه للقطاع السكني حتي يبلغ المواطن مرحلة الرفاهية بعد صبر امتد لعشرات السنين ظل يفتقر فيها لاسباب العيش الكريم.
بلدة القلعة
واصلنا مسيرنا واتجهنا صوب القلعة وهي من القري الكبيرة بالمنطقة وداخل القلعة جلسنا الي سراج عثمان علي حسن (54) عاما فقال لقد ظلت المنطقة واهلها الذين يحترفون الزراعة تتوق الي تغيير واقعها الاجتماعي ولا تجد لذلك سبيلا فالسبيل الوحيد لتوفير الري للزراعة هو طلمبات الديزل ذات التكلفة العالية التي تجعل من المزارع مجرد (سلاق بيض) وحتي مشروع البرسا النافعاب تراجع انتاجه ومساحاته بسبب ارتفاع التكلفة ووصول التيار هو الطريق الوحيد نحو التغييرلانها تخفض التكلفة المتصاعدة , وقالت ثريا خضر عبدالرحمن (35) سنة ان الكهرباء هي اساس التنمية الاجتماعية فهي تنهض اقتصاديا بالمنطقة كما انها تساهم في توعية المواطن وتجعله اكثر انفتاحا سالت ثريا عن واقعهم بين الامس حيث المعاناة واليوم حيث ينعمون بالتيار الكهربائي ؟ فقالت ( لقد اجبت سؤلك الكهرباء ومن محاسن التيار ان تكلفة الانارة لا تجاوز العشرين جنيها للشهر بينما نجد ان تكلفة الجاز الابيض للفانوس اكثر من ذلك علما اننا لا نحصل علي الجاز الابيض ثم ان المقارنة بين الفانوس والكهرباء معدومة .
الي جلاس
غادرنا القلعة صوب بلدة جلاس ظللنا نبحث عن احدهم فاتجهنا صوب مركز الشرطة فلم نجد غايتنا وقررنا اجتياز القيزان نحو المنازل وصرنا نجوب القرية .. من بعيد شاهدنا احدهم وقد استلقي علي (هباب) خارج الحوش مستظلا بنيمة وارفة اقتربنا من الرجل فوجدناه شيخا في الثمانين .. انه الشيخ ابراهيم عبدالحميد (90) سنة سالناه عن الكهرباء فقال اكتمل الضغط العالي بالقرية وفي انتظار انتهاء العمل بالشبكة الداخلية حتي ننعم بالتغيير لن الكهرباء لن تجعل هنالك معدما واحدا كما انها تعني عودة الاحفاد والابناء . قلت لشيخ ابراهيم : هل كنت تتوقع وصول الكهرباء ؟ فاجابني ( ابدا لم اتوقع وصولها واكثر المتفائلين لم يكن ينتظر ان ياتي يوما نستبدل فيه طلمبة الجازولين بموتور الكهرباء)
وقالت قاطمة الحسن محمد الحسن (40) ان القرية مشغولة باعداد البيئة للوافد الجديد وحول جدوي الكهرباء قالت فاطمة انها توفر المصاريف التي ظل يلتهمها وابور الجازولين كما ان عائداتهم من الزراعة ستتضاعف ما يمكنها من اقناع الاسرة باعادة بناء المنزل بصور حديثة كاشفة عن ادخرها لقيمة الثلاجة وبعض الادوات الكهربائية الاخري ومضت للقول بعد سماع ابناء القرية في الخرطوم ومناطق المهجر الاخري داخل وخارج السودان بوصول الامداد فقد حرص الكثيرون علي العودة تمهيدا لاصلاح نزلهم تمهيدا للعودة والاستقرار النهائي واختتمت فاطمة حديثها لم يعد ما يكدر صفو الحياة غير وابور الماء الذي لم يعد قادرا علي الايفاء باحتياجات القرية فقلت لها ان الوابور لا يحتاج الا لموتور يعمل بالكهرباء وعندها فقط ستعجز القرية عن توفير المواعين للماء المتدفق فقالت امين من لسانك ولرب السماء
قرية الاراك
غادرنا جلاس الي قرية الاراك حيث التقينا سيف الدين محمد الحسن (36) عاما سالناه عن مدلولات وصول التيار فقال : ( اجيبك بدءا باسرتي حيث ان الاسرة تملك (20) فدانا نزرع منها (5) افدنة بالقمح و (3) افدنة بالبرسيم فيما عجزنا عن زراعة المساحة الباقية ولولا الوقود المدعوم لزراعة القمح الذي يقدمه برنامج توطين لما تمكنا من الايفاء بمتطلبات الزراعة نسبة لارتفاع تكاليف الانتاج بسبب وقود الديزل وارتفاع اسعار الاسبير وبجرد وصول التيار ساعمد لزراعة كل المساحة اضافة لاية مساحات اخري وهذا يعني اضطر للاستعانة بالايدي العاملة من خارج المنطقة ) .
بابكر عبدالقادر (70) سنة معلم سابق بالمدارس الثانوية صادفت زيارتنا للمنطقة عودته من اغتراب سالناه عن معني وصول التيار الكهربائي فقال : ( بحكم السن فقد عشنا في السابق سنوات كانت فيه للكبريت عزة وندرة .. عايشنا كل وسائل الاضاءة البدائية التي كانت مستخدة خلال تلك السنوات وكانت الرتينة نوعا من الترف حتي ان احدي الخالات وصادف ان كان صاحب احد المحلات التجارية بغرب النيل كان يستخدم الرتينة يوميا للاضاء فيمتد نورها للقرية فكانت تغني لصغيرها متمنية له ان يصل لمقام صاحب الرتينة وعند ظهور الراديو كان صاحبه يتباهي به بين البلدات, تلك سنوات عايشناها ولم يكن الاهالي يحلمون بوصول التيار الكهربائي وان تمتد الشبكة القومية حتي هذه القري.
يمضي الاستاذ بابكر في حديثه قائلا : وصول التيار يعني تحقيق قفزة اقتصادية واجتماعية وثقافية لان الكهرباء هي اساس التنمية ما يساعد في استقطاب رؤوس المال لانشاء صناعات تحويلية غذائية وتشييد ثلاجات التبريد الضخمة مثل مستودع مروي الذي اسهم في حفظ البطاطس فصارت متوفرة طوال العام وباسعار لا تتجاوز الجنيه بدلا عن خمس جنيهات – لقد غدت المنطقة جاذبة واتوقع عودة الكثيرين من ابناء المنطقة , وانا الملم اوراقي سالت الاستاذ بابكر هل قررت العودة ؟ فاجابني : اسعي لايجاد استثمار بالمنطقة حتي اعود للاستقرار بالقرية
العودة الي كريمة
داهمنا الظلام ونحن بالاراك فقررنا العودة الي كريمة بقي ان هنالك العديد من القري والبلدات لم نتوقف عندها لان محطة كهرباء كريمة قد وفرت لها الامداد منذ انشاء المحطة ومن هذه البلدات شيا , الكرو , مقاشي , الزومة وغيرها من البلدات التي فاقت شهرتها الافاق سواء عبر شخصيات اسهمت في الحياة العامة لاهل السودان او عبر انتاج محاصيل اسهمت في الناتج الاجمالي
الي سد مروي
في اليوم التالي غادرنا كريمة الي سد مروي علي بعد (27) كيلومتر عبر الطريق الترابي المحازي للردمية عبر الكاسنجر بلدة حاج الماحي مادح المصطفي صلي الله عليه وسلم مرورا بالكوع والحماداب شرق الي السد حيث وجدنا السد يقف شامخا شموخ اهل السودان مؤكدا اننا قادرون علي تطويع المستحيل عبرنا السد الي البر الغربي حيث بلدة الريان التي كانت تسمي بالكنيسة بضم الكاف اذ توجد احدي آثار علوة المسيحية لننتقل الي القرية التالية
قرية الدقاويت
قرية الدقاويت من البلدات القديمة يقول عبدالرحيم عبدالواحد (49) عاما ان القرية ظلت تشكل المعبر للحجيج القادم من غرب افريقيا الي بربر اهالي البلدة يعملون بالزراعة وبعد قيام السد شهدت الدقاويت طفرة كبري فاضافة للسد الذي شيد علي بعد (5) كيلومترات من القرية فان الطريق العابر للسد والقادم من تقاطع الشريان في الملتقي والذي اسهم في نهضة القرية فقد اكتملت اعمال الضغط العالي ويجري العمل في الشبكات الداخلية . ويضيف عبدالرحيم ان وصول التيار يعني زيادة الاراضي الزراعية واسغلها طول العام بدلا عن الطلمبات المكلفة ويضيف دفع السيد علي دفع السيد (80) سنة كنا من المنسيين ولم نحلم بالكهرباء والطريق المعبد ووصول الكهرباء يعني تغيير واقع الناس للافضل فاستغلال الكهرباء يمكننا من زيادة الرقعة الزراعية فموتورات الكهرباء مهما كانت لن تكون في تكاليف الكهرباء مهما كانت تعريفة الاخيرة , عبدالوهاب محجوب الذي كان حضورا للقائنا قال ان الاهالي ظلوا يعملون بالزراعة بدءا بالساقية والشادوف وانتهاء بالديزل وطوال تلك السنوات كان عائد الزراعة ضعيفا لا يلبي احتياجات الاسرة ورغم ذلك فانهم يضطرون للعمل اذ ان قناعتهم بان العمل عبادة دفعهم لمواصلة العمل الزراعي رغم خساراتهم المتواصلة التي اجبرتهم علي الاعتماد علي الموسم الشتوي فقط ووصول التيار يعني للاهالي التعويض عن السنوات العجاف اذ سيتمكن المزارع من استغلال كل المساحات التي يملكها اضافة الي احداث تركيبة محصولية جديدة , ومضي عبدالوهاب للقول ان وجود البحيرة يبشرة لتغير مناخي وفي ظل توفر المناطق الاثرية التي تشمل الغزالي ونوري ومملكة نبتة اضافة لمنطقة الزويرة التي تقابل الدقاويت فان البيئة ستساعد علي جذب اعداد كبيرة من السياحة وكل هذا يعني ان المنطقة موعودة بنهضة كاملة .
غادرنا الدقاويت مرورا بالريان وجزيرة اسشيا ونوري الاثار الي الغويبة
الغويبة
وصلنا نوري الغويبة , التقينا حسن محمد زين الناشط في العمل العام والذي اصر علي اكرامنا فانتقلنا لداره العامرة وبعد تناول وجبة الافطار والشاي جلس الينا الرجل فقال : نوري الغويبة هي احدي احياء مدينة نوري والغويبة اسم قديم عرف به الحي , المواطنون هنا شان غالبية اهل السودان يعملون بالزراعة ويعتبر البلح والمانجو من اهم المحاصيل , يوجد بالمنطقة مشروع رزاعي حكومي يعتمد علي الطلمبات العاملة بالجازولين علي التكلفة وعند انشاء محطة كهرباء كريمة وامداد نوري بالتيار تم استخدام وابورات الكهرباء بالمشروع لفترة قصيرة ولم يستمر ذلك التوجه طويلا فتدهور المشروع في السنوات اللاحقة وتراجعت المساحات المستغلة وتاثر بذلك المزارعون لياتي بعد ذلك برنامج الايفاد وتم تحديث المشروع واضيفت محطة جديدة تضم اربع وحدات وبعد التشغيل تمت زيادة الرقعة الزراعية واستمر العمل بالديزل رغم التكاليف العالية التي حدت من العائد , وقبيل بشريات وصول التيار من الشبكة القومية قامت منظمة بنجد وهي منظمة خيرية تضم عددا خيرا من ابناء المنطقة بشراء عدد من الموتورات الكبيرة تمهيدا لاستغلالها عند وصول التيار كما توجد جزيرة نوري الكبري التي تضم عددا من المشاريع الخاصة تعمل حاليا بالديزل وتعمل ادارة مشروع نوري لمد الجزيرة بالتيار وقطعا فان ذلك سينعكس خيرا علي الحراك المجتمعي ولمحلي والقومي لان استزراع كل المساحات المتاحة يساهم في الناتج الاجمالي القومي للبلاد خاصة ان التغيير المرتقب لا يقف عند الزراعة بل يتجاوزها للتصنيع اذ تغدو المنطقة اكثر جذبا لرؤوس الاموال لانشاء العديد من الصناعات في مجالي تعليب الفواكه والخضر اضافة لانشاء المبردات الضخمة لحفظ المنتجات وفي ظل وجود مطار مروي سيكون السوق العالمي قريبا من منتجاتنا .هذه البلدات
تجاوزنا مدينة نوري الي الجبل القلعة والحاقاب مرورا بالسقاي وديم ودحاج والرجيلة وابوادم والمنارة والراشدين والتلماب وسمعريت الي تنقاسي السوق وجميع هذه القري وصلتها خطوط الضغط العالي والشبكات الداخلية .
تنقاسي السوق – حلة الهواوير
كانت خطوط الكهرباء من ضغط عالي وابراج تسد الافق مبشرة بانبلاج فجر الرفاهية والتنمية المستدامة , في حلة الهواوير التقينا حماد علي بشير (35) سنة سالته ما اسم هذه القرية فاجاب (البلد كلها اسمها تنقاسي السوق وهذه حلة الهواوير سالته عن الكهرباء فقال الحمد لله الكهرباء وصلت وقد اكتمل رفع الاعمدة وشد السلك وبقيت التوصيلات الداخلية للمنازل تمهيدا لانارتها سالته عن الزراعة فقال توجد اراضي زراعية كبيرة ) حماد واخوته الستة يملكون (30) فدانا لا يستغلون منها غير سبعة افدنة يزرعونها في العروة الشتوية حيث يحصلون علي الجازويلن المدعوم من برنامج توطين القمح وبعد وصول التيار سيقومون بتوفير موتور يمكنهم من زراعة كل الاراضي المتاحة لان انخفاض تكاليف الزراعة يعني ان العائد سيكون مجزيا وتوقع حماد ان تشهد حياته تغييرا جذريا وسيرتاح بفضل الكهرباء والراحة عنده تعني السكينة وكثرة العبادة ووفقا لفهم حماد فان الفقر يشغل العبد عن العبادة خاصة ذوي الايمان الضعيف,
تنقاسي الرويس
وصولنا سيرنا من بعيد لفت نظري حشد نسوة علي بعد (5) امتار من الطريق فطلبت الي رفيقي في الرحلة وهو السائق دفع الله محمد عوض الكريم ان يقف عند النسوة اللائي وجدناهن ينشلن الماء من احد الابار التقليدية وهنا تذكرت نساء فنقول جنوب المتمة ومعاناتهن , وبعد نزولنا من السيارة فرت الصبابا ويقيت بعض النسوة اقتربت منهن لاسالهن عن اسم البلدة وبترجلنا من العربة اتجه صوبنا عدد من الاهالي والصبية سالناهم عن اسم القرية فتحدث حسين التوم عمر مجيبان : هذه تنقاسي الرويس سالته عن معاناة الحصول علي مياه الشرب فقال انها المعاناة الاكبر مدون تدخل مني قال اننا تحترق شوقا لوصول الكهرباء التي قطعت شوطا كبيرا وبوصولها سنتجاوز معاناة المياه الي الامداد المائي الدائم الذي يعني خروج اهل البلدة الهواوير من دائرة الفقر للحياة الكريمة فالكهرباء تعني زيادة الرقعة الزراعة واستغلال طاقة الشباب الذين يعانون العطالة اخطر الامراض الاجتماعية وحتي الذين اضطرتهم الظروف للهجرة للخرطوم فعاشوا في اطراف المدينة بوصول التيار نصرخ فيهم ان تعالوا الينا ونغني مع الفنان ( قوم سيب الخرطوم قوم بارحها) وتعالوا الينا حيث الاراضي الشاسعة التي تحتاج لسواعد الشباب
القرير
غادرنا الرويس الي القرير المدينة التي تعتبر الاكبر بين المستعمرات السكنية بالولاية الشمالية , ظللنا طول الطريق نسال عن سوق القرير ومنزل العم طه محمد احمد والد شهيد الكلم والصحافة محمد طه محمد احمد وفي سوق القرير التقينا عمار طه شقيق الشهيد , وفي منزل الاسرة وجدنا العم طه محمد احمد الذي كان قد عاد لتوه من رحلة استشفاء للاردن وجاء في معيته من الخرطوم الزميل معتصم طه وبعد الغداء جلست الي عمار طه الذي استقر بالقرير لمتابعة الزراعة , سالت عمارا عن مدلولات وصول الامداد الكهربائي من الشبكة القومية فقال : ( للكهرباء مميزاتها الكثيرة فاضافة الي تقليل تكلفة الانتاج فهناك زيادة الرقعة الزراعية وريها في زمن وجيز اذ يمكن ري الفدان الواحد خلال ساعتين بتكلفة لا تتجاوز عشرة جنيهات بينما يحتاج ريه بواسطة الديزل الي يوم كامل بتكلفة تتجاوز السعات الست . وتمتاز منطقة القرير باراضيها الشاسعة اذ تعتبر من اكر المناطق الزراعية بالشمالية اضافة للكثافة السكانية لمقابلة احتياجات الايدي العاملة ومن المشاريع التي يمكن استغلالها طول العام مشروع القرير الزراعي الذي اسس في العام 1917 ويعتبر من اكبر مشاريع الاعاشة بالولاية بمساحة تبلغ (3) الاف فدان عند تاسيسه اضيفت اليه (15) الف فدان بفيام الامتداد اضافة للمشاريع الزراعية الخاصة بمساحة (2) الف فدان ويجري العمل لشق ترعة جديدة لاضافة (15) الف فدان وبالتالي فان جملة هذه المساحات تتجاوز (35) الف فدان اضافة لمشاريع الاسر المنتجة التي تتجاوز مساحتها (7) الف فدان كل هذه المساحات مجتمعة يمكنها تشكيل اضافة حقيقية لبرنامج توطين القمح اضافة للمحاصيل الاخري كالفاصوليا والبسلة وعباد الشمس والفول المصري وغيرها من محاصيل تمكن المنطقة من المساهمة بفاعلية في دفع الناتج الاجمالي القومي .
وطالب عمار الهيئة القومية للكهرباء تقسيط رسوم توصيل التيار للمشاريع باقساط مريحة لفترة معلومة حتي يتمكن المزارع من الاستغلال الامثل للموارد وتمكن الهيئة في ذات الوقت من استرداد مديونيتها في زمن وجيز وتكون بالتالي قد حققت اهداف استراتيجيتها في دفع الاقتصاد الوطني واستدامة التنمية خاصة انه وفي وجود مطار مروي الدولي دفع للمزارع في مضاعفة انتاجة .
وبلدات اخري
غادرنا القرير شمالا حيث مررنا بعدد من البلدات والقري التي يجري العمل بها في الشبكات الداخلية اذ مررنا بالشاطئ وقوز قرافي , قوز هندي , الصفا , مساوي التي وقفنا عندها
بلدة مساوي
هذه قرية مساوي التي قدمت من الشخصيات العامة اسامة عبدالله مدير وحدة السدود وهاشم هارون الوزير بولاية الخرطوم وشقيقه السفير خضر هارون واخرون بينهم الوميل الصحفي هاشم عوض في مساوي التقيت حسن سند سيد احمد الذي رحب بنا فسالناه عن مدلولات وصول التيار الكهربائي فقال ان الكهرباء كلها خيرات بدءا باستغلال التلاميذ للانارة في استذكار دروسهم خاصة ان الامتدادات الجديدة تفتقر للانارة وهنالك مساحات ضخمة من الاراضي غرب الطريق القومي ببعد (9) كيلومترت وتمتد بطول (65) كيلومتر تمتد حتي حدود صحراء بيوضة وكلها قابلة للزراعة وقابلة للاستزراع تدخل في الحديثفضل النبي عبدالله محمد (40) عاما قائلا انه من سكان مساوي غرب وان الكهرباء وصلت مرحلة ايقاف الاعمدة وانهم يتلهفون للحاق بالذين عمهم الضوء .
قرية اوسلي
من الملاحظات التي وقفنا عليها في كل المناطق ان خطوط الكهرباء امتدت لفرقان البدو التي كانت تتفاوت بين بضع منازل لا تتجاوز اصابع اليدين فيما نمت وصارت فرقانا في بعض المناطق الاخري وفي اوسلي تجاوز محدثي سعيد فضل السيد علي سعيد الحديث عن مدلولات وصول التيار للقرية مشيرا الي ان سعادتهم لا تسعي حدود فاضافة الي ان التيار يعني التغيير الا انها اي السعادة تتضاعف بعد امتدت لفرقان العرب الهواوير قائلا اننا اكثر سعادة بوصول التيار اليهم لانهم جزء منا ومن نسيجنا الاجتماعي
وقائمة من القري
واصلنا مسيرنا الي مساوي الكيلو والباسا , الغريبة , امري الجديدة ,العالياب , الشاطارب , ابناء الجيلي , الحلة البيضاء , ام جيرة والقلعة الي كورتي
كورتي
في كورتي المدينة المشهورة بالتجارة التقيت تاج السر الخضر عبدالرحمن كرار الذي تحدث الي ان كورتي ضاربة في اعماق التاريخ وشهدت المنطقة المعركة الشهيرة بين اسماعيل باشا وفرسان الشايقية الذين كانت تحثهم مهيرة بت عبود التي لا زالت مقبرتها موجودة بمقابر ام بقر الاثرية , كما عرفت المنطقة بابنائها اصحاب الاعمال التجارية بكافة انحاء البلاد , اهل المنطقة يعملون بالزراعة واهم محاصيلهم البلح والفول والقمح , وظلوا يعتمدون علي الديزل وكان السبيل الوحيد للري كانت تكلفة الري للفدان الواحد تصل الي (60) جنيها فيما لاتتجاوز تكلفة الكهرباء العشرة جنيهات وبوصول التيار وصلت المنطقة كميات كبيرة من الموتورات لاستغلالها في الزراعة وقد قمت بشراء موتور حتي يساعدني في زراعة وري كل المساحة التي تملكها الاسرة وساقوم بتركيبه خلال الايام القليلة القادمة وعليه فانني اتوقع ان احقق فوائد مادية ضخمة خاصة اننا نتوقع احداث تغييرات في التركيبة المحصولية كما ان وجود عمالة زراعية جديدة وفدت للمنطقة مؤخرا ابدعت في زراعة البصل والبطاطس والتوابل مما يشجع علي قيام صناعات جديدة وهذا يعني الحاجة للمزيد من الايدي العاملة ما يؤكد ان اوصول الكهرباء سيحل مجمل المشاكل الاجتماعية من عطالة ظلت تنخر في المجتع وقيمه وغيرها .
وبوصول الامداد الكهربائي وصلت شركة السهل السعودية للقرية والتي قامت بانشاء مزرعة دواجن ضخمة ولعل وجود مطار مروي قد شجع المستثمرين الاجانب علي القدوم للمنطقة كما يجري العمل مصنعين للزيت بعد نجاح زراعة الفول السوداني وعباد الشمس.
غادرنا كورتي مرورا بمقل نارتي , جواري , ام بكول , حسين نارتي , الكلد الي منصوركتي
منصوركتي
منصوركتي بلدة رسخت في زهني منذ ايام الطلب الباكر في 1976 كنا قد امتحنا من المدارس الثانوية العامة الي مرحلة الثانوي العالي كانت الاذاعة تقوم بخدمة اذاعة التلاميذ الناجحون والمدارس التي قبلوا بها منذ الصباح جلست بجوار الراديو منتظر اسمي والمدرسة التي قبلت بها كان المذيع يذكر المدرسة الثانوية ثم يبدا قراءة الطلاب المقبولين بها ومع ذكر كل تلميذ كانت تذكر مدرسته التي وفد منها ومن خلال جلوسي للراديو كانت متوسطة منصوركتي الابرز بين المدارس المتوسطة , اعود لامر الكهرباء واقول انني وجدت وقد التفت الاعمدة حول البلدة حدثني عثمان حماد علي تاي بان الكهرباء لم تكتمل حتي الان ورغم الانتهاء من الشد في القرية فان المواطنين يتشوقون لاستقبال الحياة الجديدة واضاف عوض جمعة علي ان جدوي الكهرباء تغير حياة الناس للافضل كما توفر مياه الشرب النقي علي مدار اليوم فيما ركز ابوالقاسم جمعة حديثه عن جدوي استبدال الديزل بالكهرباء في الزراعة ما يمكن من تحسين الواقع الاجتماعي بالمنطقة , غادرنا منصوركتي نروم الدبة ودنقلا وكانت الشمس قد استبدلت اشعتها الي ذهبية اضفت علي ابلدات بعدا جماليا وكان المساء يعد جيوشه لحتواء النهار ولان الطريق المسفلت يضم الكثير من منعرجات اثرنا الوقوف باسماء القري مجتازين التي اكتملت بها كافة اعمال الشبكات الداخلية وهذه القري تشمل السيال , ابودوم , قوشابي جايلين , عبسه , دبة الفقراء , كرمكول , دبة الفقراء, كرمكول , الدبة , الكرد اوالجابرية .

هناك تعليقان (2):

  1. كهربائى هندى
    اذا واجهت مشكلة كهربائية فى اى وقت عليك التواصل فورا مع كهربائى هندى حيث انه يوفر لك هذه الخدمة على مدار 24 ساعة حتى يضمن عدم تعطل اعمالك اليومية كما انه كهربائى مبارك الكبير يسعى دائما الى تقديم الخدمة على اكمل و جه فيستخدم افضل المعدات المستوردة التى تساعد على حل المشكلة و ضمان عدم تكرارها مرة اخرى لذلك ننصحك بالتواصل معه

    كهربائى مبارك الكبير
    https://www.electriciankuwait.com/كهربائي-مبارك-الكبير/

    ردحذف
  2. السلام عليكم، أريد إبلاغ أي شخص يقرأ هذا ويهتم بالحصول على قرض من شركة قروض خاصة موثوقة، يرجى الاتصال بهذه الشركة وإبلاغها بالتفاصيل التي سأضعها أدناه واتبع كل ما يُطلب منك القيام به وأنت سوف أحصل على قرضك لأنني حصلت على قرضي منهم ولهذا السبب أقوم بهذا الإعلان أيضًا لمساعدة أي شخص في حاجة ماسة إلى قرض. تواصل معهم عبر البريد الإلكتروني: (contact@sunshinefinser.com) أو WhatsApp: +919233561861


    فاطمة.

    ردحذف