الأحد، 15 مارس 2009

الكهربا جات2

مواسم الهجرة العكسية للسافل الجواني
خطوط الكهرباء تبدد ظلام نهر النيل وتبشر بفجر الرفاهية


عندما بدات سلسلة هذه الحلقات ملقيا بالضوء علي مشروع كهرباء المناقل تحت عنوان : ( الكهربا جات - (523) قرية بالمناقل تودع الظلام والفقر ) باعتبار ان الكهرباء تشكل العمود الفقري لمعول دفن الفقر اتصل بي الاخ نورالدايم الحسين الوزير المهذب بولاية الجزيرة مطالبا اياي بالكف عن تسليط الضوء علي المشروع حتي لا يصدر كتاب اسود جديد غير انني وقفت علي كتاب ضخم صدر عن الهيئة القومية للكهرباء بعنوان الكهرباء الحاضر والمستقبل وباطلاعي وابحاري في الكتاب ادركت عدم صحة ما ذهب اليه الوزير نور الدايم لان الكهرباء ماضية في الانتشار نحو كافة مناطق السودان الي الجنوب نحو الجبلين ومنها الي ملكال وواو وصولا الي جوبا وغيرها والي الغرب حيث الابيض ومنها الي الفولة اذ يجري تشييد اعظم واكبر محطات التوليد لتمتد ابراج النور نحو فاشر السلطان ونيالا البحير وكبم حيث خلايا النحل الشهد ومنها الي كاس زالنجي انتهاء بجنينة سلطان المساليت بحرالدين , وفي احدي زيارتي الي بورتسودان لحضور احدي الدورات حول التقييس والمواصفات هالني منظر الابراج الممتدة من عطبرة حتي عروس البحر فادركت ان واجبي المهني يحتم علي مواصلة تسليط الضوء علي مشروعات الكهرباء التي تعني قبل التنمية وتحقيق الرفاهية لاهل السودان ازالة الغبن وتجفيف الاحساس بالتهميش الذي يحسه البعض فاثرت مواصلة العمل تحت ذات العنوان الكهربا جات لآبدا من نهر النيل واعدا بالطواف علي كافة الولايات التي تشهد مخاض مولود يبذر التنمية ويصعد بالسودان الي طليعة العالمين ونبدا بنهر النيل حيث طفت علي الناس في قراهم استمع اليهم , تركتهم يتحدثون بلغتهم الممتعة فماذا قالوا :
بانت الاحامدة

بانت الاحامدة بلدة تقع الي الجنوب من شندي علي بعد لايتجاوز العشرة كيلومترات ورغم قرب القرية من احدي اعرق المراكز الحضرية بالبلا فليم يشفع لها ذلك في الحصول علي الخدمات فاهالي القرية مثل سائر اهل الريف السوداني بسطاء لا يجيدون غير اكرام الضيف والتبسم في وجهه التقيت صديق الحسن من ابناء القرية التي اكتملت بها كافة اعمال الشبكة الداخلية كما تم تركيب المحول في مدخل القرية سالت الصديق الذي وجدته ضمن اخرين مشغولون ببناء احدي الغرف من الطين اللبن الذي يشكل العنصر الرئيس في تششيد المساكن هنا فقلت له اراكم مشغولون بالاعداد للضيف الوافد والذي هو التيار الكهربائي قال لي ضاحكا نعم نحن نستعد لهذا الضيف الكريم قلت لصديق حدثني عن تاريخ بانت الاحامدة فاجابني القرية قديمة ولا اعرف لها تاريخا لانني وفدت اليها من منطقة الجلل وقد ازداد عدد سكان القرية ابان سنوات الجفاف في الثمانينات فدفع المحل والجفافا الاهالي للنزوح من ديارهم شرقي المنطقة , سالت الصديق هل كان الاهالي هنا يحلمون بوصول التيار المهربائي فجابني قائلا معظم الاهالي هنا يعانون الفقر ولذلك لم تكن احلامنا تتجاوز توفير لقمة العيش الكريم والستر , كنا نسمع باحتمال وصول الامداد ولكن لم نصدق ذلك حتي فوجئنا بالاعمدة وقد شقت القرية عندها فقط ادركنا اننا مقبلين علي حياة افضل وانا اكثر سعادة لاجل ابنائي لان وصول الكهرباء يعني انهم سيواصلون دراستهم ويعيشون حياة افضل , وهنا التقط الحديث محمد عبدالله حاج فقال الكهرباء لم تكن في الحسبان ولا في الاحلام واقصي احلامنا لم تكن تتجاوز مياه الشرب التي سعينا للحصول عليها حتي فوجئنا بالاعمدة وهي تلقي في القرية وعلمنا ان مشروع الكهرباء قد شمل القرية وبعد رفع الاعمدة وادخال التيار فاننا مقبلين علي تحول وتحسن في المعيشة
قرية الضوياب
غادرت ورفيقي في الرحلة دفع الله محمد عوض الكريم والمهندس محمد الحسن البشير مسئول مشروع كهرباء ريفي بلدة بانت الاحامدة وسرنا ناحية الجنوب الغربي .. كانت غابات المسكيت تسد الطريق علي جانبيه وبعد فترة ليست بالقصيرة وصلنا الي قرية الضوياب , كانت العربة التي امانا تتبع لاحدي الشركات العاملة في مجال انتاج وتوزيع المياه الغازية وكانت العربة مؤشرا للتحول التي تشهده البلدات فقد كانت مثل هذه العربات لا تتجاوز المناطق الحضرية اذ لم يكن اهالي البلدات يتعاطونها خاصة انها غير مستساغة عندما تفتقر للتبريد .. امام احدي البقاللات الحديثة وجدنا عدد من المواطنين سالت سليمان محمد العوض وهو شيخ تجاوز التسعون عن تاريخ البلدة فاجابني ان تاريخ الضوياب يعود لما قبل المهدية وعن اوضاع الاهالي قال شيخ سليمان كان جلب المياه من البحر والنشل من الابار التقليدية يشكل عبئا علي المواطنين وفي السنوات الاخيرة تم تشييد عدد من محطات المياه وكان ذلك قمة طموحات الاهالي فالكهرباء لا يتحدث عنها فرد لان اضاءة هذه القري مثل العنقاء والخل الوفي حتي وصلت فرق الهيئة والشركات وتم تركيب الاعمدة وان هي اسابيع واكتملت انارة القرية سالت حاج سليمان جدوي الكهرباء ستكون محدودة اذا كانت وقفا لي الاضاءة ؟ فقال لي من قال ذلك؟ فائدة الكهرباء اي بني – قالها هكذا فالجمتني الدهشة وكررها مع ابتسامة تضمنت كل معاني السخرية من دهشني ليقول لقد قمت ورش الحدادة وانتشرت الثلاجات داخل القرية الم تشاهد عربة توزيع المياه الغازية التي باتت تاتي مثقلة لتلبية احتياجات الناس كما انتشرت الاطباق بكل ما تحويه من فضائيات صالحة وغير صالحة وخارج القرية فقد تضاعفت المساحات المزروعة علي النيل بفضل الطلمبات , كان المزارعون في السابق يتكبدون الخسائر بسبب طلمبات الديزل فاضافة الي اعطالها المتكررة التي تعرض المحاصيل للعطش فهنالك ارتفاع اسعار الجازولين اما بدخول الطلمبات الكهربائية فستتم مضاعفة المساحات المروية اضعاف ما كانت في السابق وهذا يعني ان البلدة والحلال المجاورة ستشهد تحسنا غير مسبوق في الدخل .
قندتو جنوب
هذه بلدة قندتو جنوب والتي تبعد (18) كيومتر من شندي في ناحية الجنوب ومن الاعلام الذين قدمتهم للسودان الفريق شرطة محجوب حسن سعد المدير السابق لقوات الشرطة اجلست فيها الي علي محمد محمد علي فقال لي بينما كنا نشكو مر الشكوي من افتقار القرية لمياه الشرب والتي كانت قمة طموحات وتطلعات الاهالي بالبلدة فوجئنا بالشاحنات تقذف بالاعمدة وتوزعها داخل القرية قلنا (اللهم اجعله خير ) فنحن كنا نطالب بالمياه لا الكهرباء بعض الاهالي قالوا ربما تم قذف هذه الاعمدة بالخطا ولكن احد المرافقين للعمال سالنا : ( اليست هذه بلدة قندتو جنوب ؟ قلنا نعم فقال ان الاعمدة جاءت للقرية التي تقع ضمن القري التي يستهدفها مشروع كهرباء ريفي شندي ) انوصول الكهرباء يعني حل مشكلة مياه الشرب والري علما ان مطقة قندتو عرفت في السودان بكثافة انتاجها من البقوليات غير ان الانتاج قد تراجع في السنوات الاخيرة بسبب اختناقات الري ووصول الكهرباء يعني ان انتاج المنطقة من الفول المصري وكافة البقوليات الاخري سيتضاعف لان الكهرباء تعني توفير الري عبر الطلمبات الكهربائية وبالتالي زيادة لرقعة الزراعية خاصة ان المساحات القابلة للاستصلاح الزراعي واسعة جدا .
عبدالوهاب محمد الامين قال ان وصول التيار الكهرباءي يتجاوز زيادة الرقعة الزراعية الي انتشار التعليم والحد من الفاقد التربوي ذلك لان التلاميذ الذين كانو يستذكرون دروسهم عصرا سيعمدون الي زيادة ساعات الاستذكار والتحصيل بوصول التيار الكهربائي و, كما شهدت المنطقة تنمية حقيقية وارتفاعا في دخل الاسر بقيام العديد من القشارات والورش الحديدية بل ان القرية شهدت قيام مزرعتين للاسماك اضافة لمعمل للزبادي فالطيب صالح من ابناء القرية اقام مزرعة للاسماك كما اقام فايد محمد احمد مزرعة مشابهة فيما اقام صديق حسب الله ومحمد سعيد ووليد حسن ورشا حديدية – وفي مجال محطات المياه فقد شكل وصول الامداد الكهربائي تحولا كبيرا فبينما كانت هنالك وابورا واحدا كثيرة الاعطال ولا تكاد تفي باحتياجات القرية من مياه الشرب فقد تمت اضافة ثلاث محطات مياهة وباتت المحطات الالابع تعمل بالكهرباء وفي مجال التعليم ورغم ان القرية افتتحت بها اولي المدارس علي مستوي ريفي شندي اذ يعود تاريخ انشائها للعام 1947 فان توفير الاضاءة يساهم في زيادة معدلات النجاح وبالتالي خفض نسبة الفاقد التربوي , تركنا اهل قندتو هم يحلمون بغد افضل بعد وصول التيار الكهربائي كما يحلمون بزيادة مساهمة المنطقة في النتاج القومي الاجمالي بعد مضاعفة الرقعة الزراعية واتجهنا غربا تحيط بنا شجرة المسكيت التي تهدد بسد الطريق امام التطلعات خاصة في مجال مضاعفة الانتاج والمساحات الزراعية .
البسابير
في الافق لاحت لنا بلدة البسابير التي قدمت للبلاد عدد كبير من الذين اسهموا في البناء الوطني كما عرفت القرية بولائها للسيد علي الميرغني وله بها وابورات شهيرة ظلت لسنين عددا تساهم في مضاعفة عائدات المواطنين غير ان الزمن اضطر اصحابها لوقف عطائها ونصح اصحابها الاهالي ان يقوموا بشراء طلمبات مماثلة – هكذا حدثني العم ابراهيم محمد عثمان الامين وهو شيخ يبلغ الخامسة وستون من عمره واضاف وهو يحدثني من امام راكوبته التي شيدها امام المنزل لتكون بمثابة النزل لعابري السبيل ومضي محدثي للقول لم نكن نتوقع وصول الامداد الكهربائي في المدي القريب رغم اننا كنا نسمع عن محطة التوليد في خزان الحماداب ذلك نسبة للتكلفة العالية لمثل هذه المشاريع ورغم ان اهل البسابير قد جبلوا علي قهر المستحيل ولكن الكهرباء كانت بعيدة المنال خاصة ان ظروف المواطنين كانت قاسية فقد تراجعت المساحات الزراعية بسبب التكلفة العالية لتشغيل الطلمبات ولكن وصول اعمدة بذر فينا الامل بغد افضل في كافة النواحي الاقتصادية منها والاجتماعية والثقافية فتوفير الكهرباء يعني زراعة الارض ثلاث مرات في العام ويعني ايضا ادخال مساحات جديدة من الاراضي , كما اننا وبسبب تراجع المساحات الزراعية فقدنا فلذات الاكباد الذين هجروا المنطقة بحثا عن لقمة العيش الكريم حتي ان احفادنا باتوا يشعرون بالغربة عندما ياتون لزيارتنا في الاعياد وتوفير الكهرباء وانتعاش الاوضاع يبشر بعودة الغائبين سواء بالخرطوم وغيرها من الولايات او الذين اضطروا للمهجر بالخارج بالعودة .
نسيت ان اقول ان البسابير هي موطن الزميل الصحفي هواري النعيم .
قرية فنقول جنوب المتمة
لا ادري لماذا يعمد بعض المثقفين الي ربط التهميش بمناطق بعينها سواء في شرق السودان او غربه فثمة مناطق بالوسط علي مسافة لا يتجاوز بعدها اصابع اليد الواحدة من الكبلومترات عن كبريات المدن ورغم ذلك تجدها تفتقر لكل المقومات سواء خدمات تعليم او مياه او صحة ورغم ان هذه المناطق المسماة بالمهمشة سواء كانت في بادية كردفان او دارفور او النيل الازرق وجبال النوبة او الشرق موجودة في ذاكرة ووجودان الهيئة القومية للكهرباء وتعمل الهيئة لانتشالها في مدي لا يتجاوز بضع سنوات ولكن تبقي صورة نساء قرية فنقول جنوب المتمة وهن يتشلن مياه الشرب علي بعد خطوات من النهر الخالد في الذاكرة بسبب هذا التباين الغريب فخطوط الكهرباء التفت بالقرية كانها تحول بينها والموت انتحابا قائلة لاهلها صبرا اهل فنقول فالفرج ات وبداية تباشيره النور - اقتربت من النسوة والصبايا اللائي كن مشغولات بنشل الماء وكلمة النشل عند اهل الريف يعني تصعيد الماء من قعر البئر الذي تتراوح ابعاده بين العشرة امتار والستون حسب طبغرافية المنطقة وعمق مياهها الجوفية اقتربت اكثر وسالت اكبرهن سنا لم اتفرس فيها جيدا كما لم اسالها عمرها قلت لها : ( كيف الحال؟ ) نظرت الي المراة مليا والتفتت ناحية العربة التي كانت من الموديلات التي لم تعهدها القرية فتوسمت في شخص خيرا واعتقدت انني من كبار رعاة القوم وبحياء البدويات وبصوت اقرب للهمس تحدثت لتشكو المعاناة التي يعشنها نساء القرية وفتياتها اللائي يقع عليهن عبء توفير ماء الشرب بسبب صعوبة الحصول عليه وكيف ان الايادي منهن قد تشققت بفعل حبال نشل الماء فقلت لها هذه ايادي اهل الجنة انشاء الله وقبل ان تواصل بث شكواها سالتها ماهو احساسك وقد وصلت الكهرباء ؟ فقالت ببراءة وبحماسة اهل الريف ( الحمد لي الله ) وقد ااسهم حضور احد شيوخ القرية في ازالة اسباب الخوف فانطلقت تقول (الكهرباء خير وبركة يكفي انها تخلص النسوة من هذا العبء الشاق ) غادرنا فنقول وفي النفس حسرة تحد منها ملامح الفجر القادم الذي تشهد عليه اعمدة الكهرباء التي ترتفع نحو السماء مؤكدة ان ثمة من يعمل لتغيير الواقع المرير للبسطاء في الريف الذين لم تورثهم اتنماءاتهم للطائفية السابقة الا الفقر والعوز لنتجه صوبا نحو حاضرة الجعليين حيث بلدة المتمة التي ستظل محفورة وتوامتها شندي في وجدان اهل السودانتحكي البطولات وقهر المستحيل.
مجمع قري سلوة
غادرنا بلدة فنقول الي قرية سلوة وقبل دخول القرية شاهدنا مجموعة من الرجال فاتجهنا نحوهم وبعد التحية طالبونا بمصاحبتهم للمنازل بقية تقديم واجب الكرم وذلك توجه صادفناه في كافة القري وبعد لاي خضعوا لرغبتنا في مواصلة المشوار بعد الاجابة علي استفساراتنا فسالت احدهم ويدعي شمس الدين محمد سعد عن مشروع الكهرباء فقال : ( الكهرباء رحمة للعباد وهي اداة التغيير الرئيسية لاي مجتمع ينشد الرقي واسباب الرفاهية سالت الرجل وقد وجدت نفسي امام رجل يجيد الحديث عن ماهية وصول التيار لقراهم فقال نحن نتوقع التغيير الاكبر عند اقامة طلمبات الري فطلمبات الكهرباء عكس الجازولين تمكن المزارعين من استزراع كافة اراضيهم المعروفة بالخصوبة العالية ) واخذ باسباب الحديث حماد فضل الكريم حماد حمد فقال لم نكن نصدق باننا سنعايش وصول الامداد الكهربائي ونناشد المسئولين عن المياه بحزو ماتقوم به الهيئة القومية للكهرباء وعندها ستكتمل اسباب الفرح وسيتغير شكل البلدة بصورة كاملة .
قرية طبقة
هذه بلدة طبقة وصلناها عصرا جدنا اوضاع الاهالي احسن حالا ربما تكون قسوة الطبيعة بالقرية اقل منها بالقري التي مررنا بها من ناحية الجنوب فمساحات الاراضي الزراعية اكبر من تلك التي مررنا بها والتي كانت تحيط بها الجبال في مدخل طبقة التقينا بعدد من المواطنين ليتكرر ذات سيناريو الضيافة والقسم الغليظ بالتوجه نحو المنازل وبعد جهد تجاوزنا النزل ليحدثنا مبارك عبدالقادر احمد وهو في العقد السادس من العمر قائلا ان اكثر المتفائلين بالقرية لم يك يتوقع وصول التيار الكهربائي بمثل هذه السرعة رغم قرب القرية من المتمة والذي لا يتجاوز العشروين كيلومترا – الكهرباء التي ظلت مجرد حلم في مخيلة اهل القرية تحول لواقع تنير اضاءته البعيد والداني لتهدية الطريق الصحيح وكل ذلك ما كان له ان يتاتي لولا وجود رجال عاهدوا انفسهم علي تبني قضايا العباد والتحية عبركم نزجيها لكافة منسوبي الهيئة القومية للكهرباء وحكومة الولاية وابناء المنطقة وحول الاثار يحدثها وصول التيار قال مبارك عبدالقادر : ( اذا كان الاثر الصالح يقول ان العدل اساس الحكم فان الكهرباء اساس التنمية والنهضة الاجتماعية فالكهرباء يعني اجثاث الفقر والنهضة الاجتماعية والاقتصادية ومواكبة عالم اليوم بايقاعه المتسارع نحو الرفاهية والتي هي قيمة اسلامية فالامام علي رضي الله عنه قال لو كان الفقر رجلا لقتلته والكهرباء تغتال الفقر وتجتثه من المجتمع لانها تعني زيادة الانتاج وتقليل التكلفة , الكهرباء تعني قيام الصناعات الصغيرة والحرفية تعني الاقتصاد اذ تعمد ربة البيت بوضع ما تيقي من صينية الطعام في البرادات بدلا من الالغاء به في الشارع لتلويث البيئة وخلق الجو المساعد علي توالد الناموس , والكهرباء تعني عودة الحياة للريف الذي هجره الابناء والاحفاد واستدل علي ذلك بهذا الرجل الواقف امامكم صديق بابكر وهو موظف بالمعاش هجر البلدة واستقر واسرته بالخرطوم وهو يعود للارض والجذور حيث قبور ابائه وذويه السابقون , انه يعمل الان لاصلاح منزل الاسرة بعد ان علم بوصول الامداد الكهربائي ,, وطيلة حديث مبارك عبدالقادر ظل المعاشي صديق بابكر ينظر بعيدا ناحية الجروف والمزارع وربما اراد قبل ان يدلي باية اقوال ان ينعم بالنسيم القدم من ناحية الشمال عله يكرف ريحة التربالة من الاباء والاجداد فلم احاول جذبه تاركا الرجل يتعاطي ما افتقده من ريحة التراب واتجت بنا العربة صوب المتمة التي عبرناه شرقا نحو شندي وكبري شندي المتمة قد رفع عنقه يريد البروز ومن يدري ربما يريد مسابقة مصابيح الكهرباء وطلمبات الزراعة التي وصلت مع تباشير وصول التيار وما احلاه من تسايق ذلك الذي تشهده تلك المناطق التي اثقلها الدجي فنهضت لتبشر العالم بالسودان الجديد سودان النور والتكثيف الزراعي الذي خاتمته اعمار الارض والحرث والنسل .
كبوشية
عبرنا المتمة الي شندي ومنها كانت وجهتنا بلدة كبوشية التي عرفت علي مستوي البلاد بانها مستودع ابداع انساني قل ان تجد له شبيها فالناس كل الناس في كبوشية يجيدون الابداع في كافة ضروبة (غنا ودوبيت ونم وشعرا فصيح ) ... لم اكن اتوقع ان تكون هذه البلدة تفتقر لخدمات التيار الكهربائي ولكني وجدتها شان كل قري المبدعين علي امتداد المليون ميل مربع تعاني الظلام وتواضع خدمات المياه وصلنا البلدة ووجدناها تنعم بالتيار الذي وصلها مؤخرا ابان انطلاقة مشروع انارة الريف وصلناها في الاصيل والشمس ترسل اشعتها الذهبية لتضفي علي القرية بعدا جماليا اخاذا ذهب برهق الرحلة الممتدة من الخرطوم والتي غادرنا فجرا حتي شندي مرورا بالقري والبلدات جنوب شندي وجنوب المتمة كنت حريصا علي الالتقاء بالشيوخ لانهم عاشوا اسباب المعاناة وهم الان يعيشون احلي ايامهم اما احد المحال التجارية كان ثمة جمع التفوا حول لعبة الدومينو بجوار احد الميادين كان الفتية يمارسون لعبة كرة القدم حدد الهدف واقتربت منه رجل في العقد السابع من العمر حسب تقدير شخصي بفراسة اهل القري ادرك الرجل انني اريد التحدث اليه فاقترب مني ملقيا التحية ليمضي في الحديث حبابكم عشرة مرحب اتفضلوا علي البيت قلت له اريد ان اطرح عليك بعض الاسئلة قبل ان يحول اذان المغرب بيننا فردد التحية (مرحب مرحب ) فقلت له اراكم قد نعمتم بوصول التيار تيارا مبارك فقال لي قل نعيما وعقبال لكل اهل الريف بارض المليون ميل ولاشك انه لواصلهم طالما هنالك رجال معطونين في قضايا الغبش ومهمومين بهمهم ) سالت الشيخ عن اسمه وعمره فاجابني ( اسمي كرار احمد عثمان عمري والحمدلله (77) سنة فقلت له ( متعك الله بالصحة وبالعمر المديد هل كنت تتوقع وصل الكهرابء؟ ) فاجابني قائلا : ( لا يوجد في المنطقة فرد واحد كان يتوقع وصول الامداد الكهربائي بهذه السرعة , ولكنها غدت واقعا نشربه ماء باردا من الثلاجات وانارة تدلنا في الظلمات نحو المساجد واضاءة داخل البيوت ومياها متواصلة التدفق عبر الحنفيات ) حديث الرجل رسخ في زهني ما سمعته من احد رجال شندي من ان رجال كبوشيه مبدعون يجيدون وضع الكلم في مواقعه – اعود لحديث العوض الذي اضاف ( الكهرباء تتجاوز خيراتها الاضاءة وتمكين التلاميذ من استذكار دروسهم في الامسيات ومن توفير مياه الشرب واقامة الورش الي النهضة الزراعية فالاراضي الزراعية تمتد شرق خط السكة حديد بطول (10) كيلومترات بامتداد طول الخط ولشخصي الضعيف (17) فدان لا ازرع منها حاليا غير (5) نظرا للتكلفة الكبيرة لطلمبات الديزل وكثرة اعطالها التي تلحق بنا اضرار بليغة وبعد وصول الكهرباء ساعمل للحصول علي طلمبة كهربائية لاستزراع كل المساحة وهنا تناول لحديث ابراهيم عبد الماجد والبالغ من العمر سبعون عاما لبقول انا من قرية تمير حاج الطاهر شرق كبوشية ورغم ان القري تتمتع بخدمات الطاقة الشمسية ولكن وصول الامداد الذي ننتظره بشبق غير معهود لتغيير حياة الناس نحو الافضل فقاطعه صلاح ابراهيم الخضر وهو نائب بتشريعي نهر النيل فقال : ( كان الناس يسخرون من التبشير بقرب وصول الامداد الكهربائي ولكنها وصلت بفضل جهود الرجال وصول التيار يعني كبح الفقر من خلال الاستفادة من كافة الموارد المتاحة وقيام الصناعات الثقيلة والخفيفة وتفعيل المهارات فعلي سبيل المثال كان هنالك مقترحا لقيام مدرسة صناعية بالمنطقة ولان المدرسة تحتاج لورشة كبري يعتبر الامداد الكهربائي عنصرها الرئيس فقد حولت المدرسة الي مديمة عطبرة ولازالت تحمل اسم كبوشية الصناعية كما ان المنطقة بها مساحات شاسعة من الاراضي الطينية الخصبة ووصول الامداد يبشر بالاستصلاح واستزراع كافة الاراضي كما ستغدو المنطقة جاذبة للرساميل الاجنبية التي تبحث عن الموارد والمنطقة بها اكثر من (26) مشروعا زراعيا كبيرا يتوقع لها ان تري النور بعد وصول شبكات الكهرباءويمتد اثر التيار للنهوض باسباب المعرفة ومواكبة ما يحدث في العالم من حراك سياسي واقتصادي واجتماعي .
البجرواية
تعتبر منطقة البجراوية من اعظم المستودعات الاثرية بالبلاد فقد تجاوزت سمعتها واثارها العالمية الافاق وتعتبر مملكة البجراوية من اولي الممالك التي عرفت صهر الحديد وتعتبر المنطقة من اكثر بقاع البلاد جذبا للسياح خاصة سياحة الاثار بيد ان افتقار المنطقة للبني التحتية انعكس سلبا علي القوافل السياحية في قرية البجراوية جلسنا للسيد عبدالرحمن ادريس العجيل من اعيان المنطقة فسالنا عن معاني ومدلولات وصول التيار الكهربائي فقال : ( قبيل الحديث عن الكهرباء لابد من الوقوف عندتاريخ المنطقة فالبجراوية معروفة للجميع كمعلم اثري وتاريخي اذ ان مملكة البجراوية نشات في العام 750 قبل الميلاد والمنطقة عرفت قديما صهر الحديد وتسمي بيرمنجهام افريقيا ويرتادها السواح من كافة انحاء العالم كما يزورها المواطنين من كافة انحاء البلاد في منسوبي الوحدات والمؤسسات الحكومية وغيرها وقبل شهر من تاريخه زار المنطقة وفد من منظمة الثقافة والعلوم ( اليونسكو ) لتسجيل الاثار عالميا وقد تم ذلك بنجاح كبير وشهدت المنطقة اعمارا ملموسا تمثل في رصف الطرق وتوفير مياه لشرب ) سالت العجيل عن ماهية المدلولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لمشروع الكهرباء فقال ( المواطنين بالمنطقة يعتمدون علي الزراعة قبل وصول التيار الكهربائي تم تجميع الحيازات الصغيرة في مشروع واحد هو مشروع البجراوية الزراعية بمساحة (500) فدان والمشروع بدا انتاجه قبل ثلاث سنوات غير ان المواطنين ظلوا يشكون من ارتفاع تكلفة الانتاج الناجم عن تصاعد اسعار الاسبيرات والجازولين وبعد وصول التيار اكتملت الدراسات الخاصة بتغطية المشروع باستخدام الطلمبات الكهربائية هذا يعني ان وصول الامداد يعني تخفيض تكلفة الانتاج الزراعي اضافة الي امداد المناطق السكنية بالامداد كما ان وصول التيار يساعد في خفض الفاقد التربوي ) وتقدم العجيل بالشكر للهيئة القومية للكهرباء والهيئة الشعبية لتطوير شندي بالخرطوم .
وحديث لمدير مشروع كهرباء شندي
قبيل مغادرة منطقة شندي جلست الي المهندس تاج السر محمد الحسن مدير مبيعات شندي والمتمة فابتدر حديثه قائلا : ( مشروع كهرباء الريف جاء وفق استراتيجية الهيئة القومية لكهرباء وقد بلغ عدد القري التي تمت انارتها (106) قرية هي ابوالحسن العطلاب , التوماب , الديوماب , الطندب , الدويمات , الفجيجة , قندتو , حلة عمر , العوتيب , ابوطليح , بدر الكبري , ديم ام طريفي , المريخاب , الزرقة , الفكي صالح , الحفيان , الماحياب الروفاب اللديات , مرنات , اب قيدوم , المسيكتاب جنوب , السقاي , الرفداب , البتراب , العمدة , النعيماب , النور وابو التاج , العميرية والاديرساب , السلافيب , العولاب , الحميداب , التريسية , الخلوات , بانت شرق , القيتورة , الفقيراب , المصلحة , العشرة جنوب , السلمة قبلي , التوماب الرحماب الدليجة , ودرفاي , سنقي , الكندرية , قوز المطرق , الضوياب , المدناب , المجاذيب , المصورات , السلمة بحري , السلمة العامراب , ودكليان , الزاكياب , كجينة , الجعليين المحطة , دانكو ج , بانقا القبة , الحوش , البر والتقوي , الملاحة , القصيراب , تندلتي , الوادي السعيد , السعداب والمحينا , بانقا المحطة , المقاربة , الشيخاب , البسابير , ودنورة , اولاد حسان , الزرق , الحساناب ووادي الدومة ويبلغ عدد المشتركين فيها (14549) مشترك ,
وفي شمال شندي تم توصيل العدادات لقري التراجمة الفتراب , التراجمة الدمبو , التراجمة بئر طيفور , قدو شمال , كبوشية , حي السلام , ديم القراي , قوز الحاج , اليزيد الحضرية , السدير , ودالنصيح , عترة , البجراوية , جبل ام علي الدوشين التراجمة الغابة , الشبيلية , الدوشين غرب بعدد مشتركين بلغ (5024), اما بقية القري التي يتراوح عددها بين (15-20) قرية فقد اكتملت بها كافة اعمال الشبكات .
بالنسبة لمحلية المتمة فقد اكتملت انارة (9) قري بعدد مشتركين بلغ (1465) مشترك فيما تواصل اتيام العمل مهامها في ثلاث قري لعدد (500) مشترك وهنالك اكثر من (15) قرية اكتملت بها كافة اعمال الشبكات سالت المهندس تاج السر عن المدي الزمني الذي تكتمل فيه كافة اعمال الانارة فقال (ستكتمل انارة كل قري شندي والمتمة خلال ثلاث شهور من تاريخه) الذي كان يصادف 19 ديسمبر2008

جنوب الدامر
قرية التكنة
في قرية التكنة الواقعة جنوبي الدامر التقينا المواطن بخيت علي الحسن فقال ان وصول الكهرباء يعني تحسين اوضاع الاهالي بالقرية الفقير منهم الثري ونحن في التكنة لم نكن نحلم وصول خدمات الكهرباء رغم ان قرية الحصايا المجاورة تقع علي بعد لا يتجاوز الثلاث كيلومترات وهي من القري التي تمتعت بالامداد الكهربائي منذ سنوات طويلة وقد كانت غاية احلامنا تتمثل في توفير مياه لشرب فالمحطة التي تعمل بالجازولين دون طاقة القرية كما انها كثيرة الاعطال وبوصول التيار سنعمل علي احضار موتور لها حتي تعمل طيلة اليوم لتفي بمتطلبات المواطنين ونعمل الان لتوفير شبكة المياه وصيانة المسجد وعن استخدام الكهرباء في الزراعة يقول بخيت انهم يملكون عشرة افدنة ووصول التيار يمكنهم من زراعتها في العروات الزراعية الثلاث وكذلك سيعمل الباقون مما يعني اننا مقبلين علي فترة نمو حقيقة كما سيتغير شكل القرية فارتفاع دخل المزارع يدفعه لاصلاح بيئته السكنية .
المكابراب السافلية
صالح علي احمد الحاج ابو رجل من المكابراب السفلية اكد بان وصول شبكة الكهرباء دفع الموطنين لتغيير البيئة السكنية ومعظم منازل القرية تجري بها اعمال التشييد كما انها تعني توفير الاضاءة في المساجد وحضور صلاة الصبح لان الحضور محدود في السنوات الاخيرة خاصة بعد تعطل المولد الكهربائي الذي تبرعت ه احدي المنظمات الاجنبية ,



منطقة عطبرة الدامر بربر
بلدة الدانقيل
غادرنا شندي الي منطقة عطبرة وبدانا جولتنا ببلدة لدانقيل حيث التقيت بالشيخ محمد اراهيم علي الامين وهو في التسعين من العمر سالته ماذا تقول عن وصول التيار الكربائي وبعد الترحيب اجابني الشيخ ان اكثر الناس تفاؤلا لم يكن يتوقع وصول الكهرباء والتي صارت واقعا ذهب بالظلمة وعن اثار التيار يري الحاج محمد ابراهيم ان المزارعين قد خسروا الكثير في سنواتهم اخيرة فالزراعة باتت تمتص ما ادخروه وفوق ذلك فان عائدها لم يعد بالمجزي مما دفع الابناء بهجر القري وامتهان وظائف عديمة الجدوي بالعاصمة والمدن الاخري اما بعد الكهرباء فان استخدام الطلمبات الكهربائية سيساهم في جبر الخسائر لان المزارعين سيعمدون الي الزراعة في اكثر من دورة وهنا اخذ بالحديث عبدالله عثمان محمد قنبوس فقال : ( الكهربا يعني تقليل تكاليف المعيشة فلا زالت لحوم الاضحي في الثلاجات وكان الناس في السابق يعانون انتشار الامراض التي ينقلها الذباب ونساء القرية كنا يلقين فضلات الاطعمة امام المنازل ما ادي لخلق البيئة المواتية لتوالد الذباب وبعد استخدام الثلاجات فقد حدث تجفيف لان النساء يضعن ما تبقي مهما كان حجمه قليلا في الثلاجات فيما اشار الحاج ابراهيم علي الامين ان من افضال الكهرباء توفير المياه طيلة الاربع وعشرون ساعة بعد تشغيل الوابورات بالكهرباء كما ان اذان الفجر بالميكرفونات يسمع من يعاني الصمم فامتلات الصفوف في صلاة الفجر وهذه من اعظم التغيرات اذ كان عدد الذين يحضرون الصبح في المسجد لا يتجاوز الصف الواحد.
الحانفاب
هذه بلدة الحانفاب المنطقة تشير الي ان الواقع الاجتماعي يحكي عن بساطة المواطنين ولا يخفي علي الزائر للمنطقة ملامح الفقر والعوز الناس في المنطقة حريصون فقط علي تواصلهم ولا يحلمون باكثر من ستر الحال حدثني تاج السر الخليفة وهو شيخ في الستين من العمر فقال ( نحن لم نكن نحلم وصول الكهرباء رغم ان القرية تبعد عن بربر (20) كيلومتر ومضي الخليفة للقول ان العائد من الزراعة لم يكن مجزيا والناس يقولون ان استخدام الكهرباء في الطلمبات يقلل التكلفة وذلك ما ننشده حتي ياتي العائد بصورة تمكننا من الايفاء بتوفير لقمة العيش الكريم للاولاد والمشاركة في المناسبات الاجتماعية للاهل بالقرية القري المجاورة فيما اشار الهادي ادريس البالغ من العمر (50) عاما ويعمل ترزي الي ان اهم النتائج المتوقعة تتمثل في عودة الطيور المهاجرة من القرية سالت الهادي الذي يعمل ترزيا بالقرية هل تتوقع بتعديل ماكينة الخياطة باخري تعمل بالكهرباء فقال لي ولما لا اعدلها لان واكبة الحياة ضرورة حتمية واختتم الهادي حديثه اننا في انتظار الامداد حتي تصلنا شبكة المياه من العبيدية التي سمعنا بيقام اكبر محطة مياه بها وتوصيلها لكافة القري .
القميرات
غادرنا الانفاب في اتجاه الشمال وفي محازاة النيل من الناحية الشرقية ورغم ان طريق الاسفلت اسرع واكثر راحة بيد اننا اثرنا الطريق الترابي مع شط النهر لانه يمكننا من المرور بكافة القري والبلدات التي تستهدفها شبكة الامداد ووصلنا الي قرية القميرات وفي مدخل مستشفي القميرات التي شيد وفق احدث طراز التقيت الجعلي ابراهيم محمد بخيت الجعلي فحدثني قائلا : ( بعد اعن قيام السد توقعنا وصول التيار الكهرباءي ولم لم نكن نتوقع وصول الشبكات بهذه السرعة والان تعمل الشركات باعمال الشد داخل القرية كما تم تركيب المحول ورغم سنوات الانتظار فان تركيب المحول جعلنا نتشوق لوصول التيار حتي ننعم بالنور والماء كما ان هنالك اراضي زراعية واسعة يمكنها المساهمة في توفير الامن الغذائي بالبلاد خاصة الجزيرة ذات المساحة الشاسعة , اخذ بزمام الحديث عبدالرحمن محمد محمود (70) سنة فقال يكفي مساهمة الكهرباء في خلق بيئة الاستذكار للتلاميذ كما ان الكثيرون احضروا معدات الورش تمهيدا لتشغيلها اضافة لكافة المناشط والحرف التي يخلقها توفر التيار.
العبيدية
وتواصل سيرنا شمالا لنصل الي احدي القري المشهورة وهي العبيدية ذات محطة السكة الحديد التي فاقت شهرتها الافاق وفي السنوات الاخيرة استمدت لبلدة شهرتها من محطة الجمارك للشاحنات القادمة من مصر عبر شلاتين وفي القرية التقينا الزبير الفكي محمد احمد (70) عاما وزين العابدين محمد المدني صاحب الثمانين ربيعا وبعد الوقوف علي هويتنا سالناهم ان يحدثونا عن معاني وصول الكهرباء فاصرحاج الزبير علي ان يبدا شيخ زين العبدين الحديث باعتباره الاكبر سنا بينما اصر الاخير وهو الشريفي الحسيب النسيب علي ان يكون هو الخاتم فضحك شيخ الزبير وداعب الشريف بفكاهة توضح طيبة وبساطة القوم فقال ( اولا العبيدية مجمع لقري يبلغ عددها السبع قري وجذورها ضاربة في التاريخ الاساني تشهد بذلك الاثار العظيمة للاجداد بمنطقة الدانقيل ومعظم الناس يحترفون الزراعة ورغم ان الكثيرون قد هجروا البلدات بحثا عن الحياة الافضل خاصة ان تكلفة الوراعة عالية كما ان الاراضي محدودة , وخلال السنوات الماضية صارت القرية طاردة بعد تراجع رحلات السكك الحديدية ورغم ان اقامة محطة للجمارك بالعبيدية الا انها لم تعد سيرتها الاولي نتوقع ان يحدث وصول التيار الكهربائي انقلابا اجتماعيا واقتصاديا بالقرية لان ادخال طلمبات الري العاملة بالكهرباء يدفع لزيادة المساحة المزروعة وبالتالي ترتفع العائدات لنعيش عهدا من الرفاهية .
زين العابدين محمد المدني اخذ بالحديث ليضيف الكهرباء ستحدث تغيير ووصول الكهرباء يعني خلق مناطق نمو جديدة هكذا يتحدث ابناؤنا المتعلمين الذين اشتهينا رؤيتهم والاحفاد كما ان وصول الكهرباء يبشر بتشغيل محطة مياه العبيدية التي تغطي كافة القري المحيطة وفي هذه السانحة فالشكر نجزيه للذين وقفوا علي تنفيذ هذا المشروع الذي يغطي كما سمعنا كافة انحاء السودان في الريف والبندر وعلي ذكر الريف فمن يصدق ان مدينة مثل بربر كانت في يوم من الايام عاصمة للسودان كله تعاني الظلام الدامس ويلهث مواطنيه بحثا ن الواح الثلج الي تذهب بظمأ صيف المنطقة .
قري نهر عطبرة
قرية الهودي
غادرنا عطبرة شرقا بمحاذاة نهر عطبرة مستهدفين بعض القري ومستدلين بخطوط نقل التيار الممتدة الي الشرق وفي قرية الهودي التقيت المواطن محمد احمد حسين فحدثني قائلا المنطقة تعتمد علي الزراعة بمياه المترات التي تستخرج بمولدات الديزل وفي داخل القري نعتمد علي (الكرجاكات) وهي الطلمبات اليدوية ونعول علي الكهرباء في استصلاح كافة الاراضي التي تراها مد البصر وهي من عينة الاراضي الطينية الخصبة وكما تري فرغم اننا في الشتاء فان كل هذه الخضرة الممتدة في المزرع هي لمحصول الذرة وللذين يعرفون مراحل نبات هذا المحصول فقد وجدناه (حملة وشراية ) علما انه محصول صيفي وعليه فان هذه الاراضي الطيبة قد علي انتاج ما ينفع الناس طول العام ومن شتي انواع المحاصيل كما ان القرية غدت كما خلية النحل استعداد لاستقبال هذ الضيف الكريم الذي اسمه النور والنور اسم من اسماء الجلالة لذا يعمل الاهالي جهدهم لاستقباله فهو يعني الحياة وتدفق الماء وعمارة الارض ونتوقع ان تشهد القرية تغيرا كبيرا ان شاء الله تعالي
الكحنة
بلدة الكحنة علي الضفة لشرقية من الاتبراوي لا يختلف اهلها كثيرا في اكرام الضيف عن اهل البادية السودان حدثنا ابراهيم محمد احمد (66) عاما قائلا: ( ظلت الكهرابء مجرد حلم عندما يتحدثه عن قرب وصوله المسئولين والاراضي القابلة للاستزراع شرق الاتبراوي لوحدها قادرة علي توفير غذاء اهل السودان ونقول لاهلنا بعد ان عمت الكهرباء هذه المناطق فسنسد ثغرة كبري في مجال تامين الغذاء سالت ابراهيم عن اراضيه الزراعية فقال ان جملة مساحته الزراعية تبلغ (40) فدان لا يزرع منها سوي (10) افدنة نظرا لارتفاع تكاليف الديزل والاعطال المتواصلة للمولد الذي يملكه .
قرية تيات العبيداب
واصلنا مسيرنا بالضفة الشرقية ووصلنا بلدة تيات العبيدات التي تبعد مسافة (59) كيلومتر الي الشرق من عطبرة والتقينا بميرغي عبدالماجد فضل الله البالغ من العمر 62 عاما سالناه عن الكهراب فقال مباركة هي لنا ولكم وهي ذات فائدة عظيمة لانسان المنطقة الذي يحترف الزراعة الرعي ويحلم ميرغني باستثمار كافة اراضيه الزراعية البالغ مساحتها (92) فدانا لاول مرة منذ ورثها عن آبائه بعد وصول التيار الكهربائي مضيفا ان هنالك العديد من الجزر ذات الااضي الخصبة التي كانت تنتظر الماء في ظل وجود الترابلة الذين يجيدون فلاحة الارض وخلص ميرغني الي ان فوائد الكهرباء لاتعد ولاتحصي فهي تعني التثقيف والتعليم الذين يعني عودة استذكار دروسهم كما ان الكهرباء تعني وتوفير الماء البارد واعمار المساجد ومواكبة ما يجري في العالم ولما كان الليل قد ارخي سدوله قررنا الاكتفاء بهذه النماذج من ريفي عطبرة علما ان خطوط الامداد وصلت حتي منطقة سيدون علي تخوم ولاية كسلا
وحديث لمدير توليد عطبرة
بمكاتب الهيئة القومية للكهرباء بعطبرة جلسنا للمهندس حسن عبداللطيف محمد مدير توليد عطبرة سالته عن القطاع فقال : ( في فذلكة تاريخية لمحطة توليد عطبرة فقد تم تركيب اربع وحدات في العام 1985 ورغم التوسع الذي شهدته الشبكات وانتشار ثقافة الاستهلاك عبر تعدد الادوات المعتمدة علي الكهرباء فقد ظلت الوحدات تعمل طاقتها القصوي دون ان يصاحب الاستهلاك اضافة في التوليد حتي بداية العام 2005 عندما تم استيراد (6) وحدات صغيرة كاضافة جديدة ولان الشبكة ظلت بعيدة عن الربط بالشبك القومية فقد كان ذلك خصما علي التمدد نحو الريف وخصما علي متطلبات التنمية , وبعد العام 2005 حدثت طفرة كبري اذ انضمت عطبرة للشبكة القومية وترتب عن ذلك قيام مشروعات تنموية ضخمة في القطاعين الزراعي والصناعي ابرزها مشاريع صناعة الاسمنت اذ قامت (6) مصانع اسمنت جديدة بدا بعضها ضخ انتاجه في الاسواق رغم ان الفترة بين بدء تنفيذها وتشغيلها كانت قصيرة جدا كما شهدت المنطقة تمددا سكنيا مهولا في الريف والحضر ويمكن القول انه وبنهاية العام 2009 ستتم تغطية كل اجزاء الولاية بالامداد الكهربائي عبر مشروع الشبكة الريفية التي تمتد من جنوب شندي وجنوب المتمة حتي حدود الولاية مع الشمالية وشرقا حتي منطقة سيدون ومن خلال جولاتنا علي مشروع كهرباء الريف فقد لاحظنا انه يمكن مضاعفة الاراضي الزراعية التي تمتاز بالخصوبة العالية كما لاحظنا ملامح الهجرة العكسية نحو الريف.
وحول مخاوف اهل القري والبلدات من ان يطول انتظار قال المهندس حسن عبداللطيف ان كافة المعينات المادية والكوادر البشرية قد وفرت اذ تقوم شركة السويدي بتنفيذ مشروع كهرباء الريف ووفقا للتجارب السابقة مع هذه الشركة يمكن القول اننا وجدناه قادرة علي تنفيذ كل المشروعات التي وقعتها مع الهيئة .الكهربا جات ستكون انشودة واقعية هذه الايام فقط وسيكون التيار مستقرا بعد ذلك ولن تتكر مقولة الكهربا جات لان التيار لن يغيب بعد اليوم حتي يصرخ الصغار (ياه الكهربا

هناك تعليق واحد:

  1. فنى كهربائى منازل
    عليك توخى الحذر عند انقطاع التيار الكهربائى او حدوث اى عطل بأحد الاجهزة الكهربائة من التعامل مع الكهرباء لما قد تسببه من ضرار لك و لاسرتك فعليك التواصل مع فنى كهربائى منازل لما يتوافر لديه من خبرة فى هذا المجال يستطيع بها ان يقوم بحل كافة المشاكل الكهربائة كما انه معلم كهربائى يقوم بأستخدام افضل و احدث المعدات المستوردة حتى يضمن تقديم الخدمة بشكل ممتاز فهو كهربائى منازل معه سوف تحصل على النتيجة المرغوبة
    معلم كهربائى
    https://www.electriciankuwait.com

    ردحذف