الأحد، 15 مارس 2009

الكهربا 11

الكهربا جات
كسلا تتوشح اسباب الجمال وتلهم الشعراء

اليوم عدت اليك يا كســـــــــــلاوبمقلتى تعاسة المتــــــغــــربفى كل شبر ضجة وتأســــــــــفأنكرت بُعدى جفوتى وتغربىأنا ان رجعت الى غد لاتأســـفىفالمجد بعض من فضائل مذهبىهذى الجبال عبادتى فى صمـتهاشمخت كمحبوب عزيز المطلبوبقبر تاجوج اصطحبت عباءتىصليت فى قبر جريح متعــــبوالقاش ممتـد بعينى هــــــائمبسط الذراع يلم لون المـــغرب
هكذا عاد المحب المتعب اسحق الحلنقي لعروس المدن كسلا واذا كان البعض قد ابدي دهشته في قدرة شاعر رقيق مثل الحلنقي علي مفارقة محرابه وهو الذي انشد مخاطبا كروانه قائلا :
ليه يا كروان بعدك طول
وما عاد تغريدك زي أول
انا عارفو حنينك ما تحول
عشق الأوطان ما بتاول
اصلو الانسان ما بكون انسان
لو بنسى قديم زمنو الاول
ايا تكن مرافعة الشاعر الفذ حول اسباب مفارقته ارض القاش فالشاهد ان كسلا وجدت لتكون الملهمة بجمالها الاخاذ ، بجبالها التي تحفها الخضرة ولا غرو، فالقاش اقسم علي مدها باكسير الحياة وقبل هذا وذاك يبقي انسان كسلا بخلقه وادبه، عفويته وحسن طويته، هو العنصر الرئيس في تعلق اهل السودان بالشرق عموما وكسلا علي وجه الخصوص .
غادرنا بلدات التوطين مشروع حلفا الزراعي عبر المدينة ورغم اصرار المهندس الانسان حسن خضر مدير توزيع حلفا واصراره علي قضاء الليلة بمنزله العامر خاصة وان المساء بدا يحكم قبضته الا ان كسلا كانت تشدنا بقوة ، فمن يقدر علي التباطؤ في لقيا كسلا..
وصلناها في وقت متاخر من مساء الاول من فبراير 2009 بغية الوقوف علي مشروع كهربة الريف والاحياء الطرفية في ودشريفي , ريبا ، العامرية ، مكرام ، تاجوج وغيرها من المناطق والاحياء .
في صباح اليوم التالي بدانا نتلمس واقع الامداد الكهربائي بكسلا من اين ياتي ؟ وسبل استقراره قدرته علي الايفاء بالاحتياجات ؟ علما ان المنطقة زراعية وتعتمد في سواقيها الشهيرة علي رفع المياه الجوفية والقريبة من السطح وقبيل الاجابة علي هذه الاسئلة قمنا بجولة وسط الاحياء التي وصلها الامداد الكهربائي مؤخرا وتلك الاحياء التي تجري بها الان عمليات الانارة
ريبا
قبيل الحديث عن الواقع الجديد واستراتيجية كهرباء كسلا التي تجري الان لابد من الاشارة الي ان الامداد الكهربائي كان حتي العام 2005 لايتجاوز 30% من القطاع السكني داخل مدينة كسلا وقد ادي العجز في توفير الامداد للقطاع السكني خاصة في الاحياء السكنية الجديدة والتي يسميها الاهالي باحياء الهامش الي نشر حالة من التبرم والضجر وعمقت وسط الاهالي الاحساس بالتهميش لتاتي استراتيجية كهرباء كسلا بردا وسلاما علي الجميع فهي عضدت الانتماء الوطني وازالت الاحساس بالتهميش وجعلت المواطن يحس انه متساو مع بقية اهله في اجزاء كثيرة من الوطن هكذا ابتدر صلاح خضر حديثه ليأخذ باسباب الحديث لؤي عبدالرحمن عثمان من سكان ريبا ليقول ان الكهرباء باتت عصب الحياة وينتظرها الاهالي كما البشارة نسبة لاثارها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فهي تخفض مصاريف الاسرة باستخدام الثلاجات وتخفف الاعباء عن الراة العاملة , وناشد لؤي الهيئة القومية للكهرباء بان تساعد الاهالي حتي يستفيدوا من وصول الامداد بزيادة فترات التقسيط وزيادة نسبة المستفيدين من مشروعات الشبكات المتكاملة واشار لؤي الي ان منطقة ريبا ظلة طيلة العشرون عاما الماضية في انتظار وصول الامداد وما كان للاهالي ان ينعموا الخدمة لولا مشاريع الهيئة وبروز المشروعات المتكاملة التي خفضت عن الاهالي الكثير من الاعباء المادية .
ودشريفي
تقع منطقة ودشريفي الي الشرق من كلا اجتزنا مشروعات سواقي ود شريفي المعروفة انتاج العينات الممتازة من الموز كانت مزارع البصل مد البصر وكانت اعمدة الكهرباء تشق السواقي معلنة ان السنوات القليلة القادمة ستشهد مضاعفة المساحات لمرات ومرات , في داخل القرية لاحظنا ان الانارة كانت جزئية , كان برفقتنا المهندس عبده احمد سليمان المدير المناوب لتوزيع كسلا داخل احد اندية المشاهدة التي انتشرت بعد وصول الامداد الكهربائي التقينا الفاتح سليمان من مربع (1) حدثني قائلا ان الكهرباء قد احدثت تغييرا جذريا سواء علي متسوي الدخول او علي ستوي الوعي ونتمني ان تتسارع اعمال الشبكات لبقية القرية التي بدات تاخذ طابع المناطق الحضرية كما ان الاهالي هنا يستفيدون من الكهرباء في القطاع البستاني وعموما فالكهرباء هي الوسيلة للتنمية .
احمد عثمان علي الشهير بحماسين من الشخصيات العامة بكسلا حدثني مشيدا بالهيئة القومية للكهرباء علي الستويين القومي والولائي اذ تمكنت الهيئة خلال الفترة 2004-2008 من انجاز مشاريع الانارة لاحياء الضفة الشرقية بكسلا وهي احياء 41،4،7،8 ،دارالسلام اذ اكتملت انارتها عبر مشروع الشبكات المتكاملة وفي العام 2007 بدأ العمل باحياء مكرام مربعات 1,2،4 والانقاذ الشرقي مربعات 38،39 اضافة لانارة المراكز الخدمية تجري الان اعمال الانارة لاحياء الختمية الجديدة والقديمة علما ان كل اعمال الانارة التي تمت مؤخرا كانت لاحياء طرفية .
واشار حماسين لمشروع الشبكات المتكاملة مثمنا جهود ادارة توزيع كسلا ومنسوبي الهيئة من العمال والمهندسين الذين اسهموا في ازالة الكثير من اسباب الغبن والتهميش بين الاهالي .
العامرية
ادريس ابوبكر الامين من العامرية حدثني ن اكتمال انارة 75% من مربعات 5,6 وان الذين لم يحصلوا علي خدمات الامداد هم فقراء المنطقة مناشدا الهيئة القومية للكهرباء ان تكمل مشروع الشبكة الداخلية , وعن فوائد الكهربائي يري ادم علي محمد هو تولد الاحساس بالمساواة بين المواطنين اضافة الي ان وصول الامداد جعل المواطنين يلتفتون الي اصلاح البيئة السكنية كما باتت المساجد تشهد حضورا كثيفا عند الصلوات خاصة صلاة الفجر اضافة الي تراجع الفاقد التربوي وارتفاع نسبة النجاح في المراحل التعليمية .
مكرام
من مكرام حدثني ابراهيم عثمان محمد عن وصول الامداد قائلا قبل الحديث عن التمتع بوصول الامداد وابعاد وصوله الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لابد من شكر منسوبي الهيئة القومية للكهرباء بالمركز والولاية لما قاموا به من عمل وتعتبر مكرام من الاحياء الطرفية بمدينة كسلا وقد بدا مشروع انارة الحي منذ نهاية التسعينات بعد الزيارة التاريخية للاستاذ علي عثمان محمد طه الذي زار المنطقة لتدشين مشروع مياه مكرام الذي صادف تشكيل اللجنة الخاصة بكهربة الحي ثم تلقت اللجنة دعما مركزيا وتم تركيب (3) محولات (200) كيلوفولت ثم انطلق العمل بالشبكة الداخلية لياتي دعم صندوق تنمية الولاية الذي قدم 50% من تكلفة المشروع فيما التزم الاهالي ببقية التكلفة اجمالية وقد انعكس مشروع انارة الاحياء الطرفية في رفع الروح المعنوية للاهالي خاصة ان العمل بدا بانارة المساجد البالغة (6) مساجد بمنطقة مكرام لوحدها ثم تمت بعد ذلك انارة كافة المراكز الخدمية , واثني العمدة الحسن احمد اوشيك بمديري توزيع كسلا بدء بالمهندس عبدالرحمن حجاج والمهندس مصدق والمهندس الرضي خليفة الخليفة المدير الحالي لتوزيع كسلا الذين تجاوبوا وتعاونوا حتي اكتملت الشبكة الداخلية بنسبة تجاوزت (70%) وتبقت فقد المناطق حول خور الاميراي وستكتمل انارة هذه المنطقة بعد معالجة مسار الخور خاصة ان الاهالي بداوا في اعادة اعمار منازلهم بعد عمل الردميات , ومن فوائد وصول الانارة انها خفضت كثيرا من مصاريف الاعاشة كما ان الاهالي كانوا يدفعون كثيرا لاصحاب الجنريترات , ان الاحساس بالمساواة بين الاهالي في اعقاب وصول الامداد قد عضد الانتماء الوطني بين الاهالي .
ويمضي العمدة الحسن احمد اوشيك ان زوال الاحساس بالتهميش واستصحاب رغبة الاهالي له اثره البالغ في احداث تحول كبير في المفاهيم .
مضاعفة مساحات السواقي
اذا كانت (50%) من الطاقة التي تنتجها محطة توليد كريمة قد وجهت للزراعة فان نسبة مشابهة من كهرباء كسلا قد وجهت للمشاريع الزراعية يقول ادريس طه سعيد نائب رئيس اتحاد مزارعي كسلا وامين المال باتحاد منتجي الخضر والفاكهة حدثني قائلا ان القطاع البستاني بكسلا والذي يمتد حول القاش بطول الحدود مع ارتيريا وغربا حتي نهاية مشروع القاش بطول يصل الي (60) كيلومتر وبعرض يتراوح بين (4-8) كيلومترات ظل يعتمد علي الطلمبات العاملة بالديزل ما يعني ارتفاع تكلفة الانتاج يزيد منها ارتفاع اسعار الاسبيرات , وقد شرعت الهيئة القومية للكهرباء في تشييد الخطوط بطول هذا القطاع وعليه فان المنطقة ستشهد تحولا اقتصاديا واجتماعيا كبيرين خاصة ان تشغيل الطلمبات العاملة بالكهرباء يعني زيادة الرقعة الزراعية ومضاعفتها مرات ومرات .
وحول المستوي الذي اليه مشروع كهرباء البساتين قال ادريس ان المشروع وصل لمرحلة الضغط العالي وانهم يتطلعون لوصول خطوط الضغط المنخفض الذي يشق البساتين حتي يغدو المشروع واقعا يضخه المزارع انتاجا يساهم في الناتج الاجمالي للسودان ويجعل النهضة الزراعية واقعا وارقاما من الانتاج في مختلف انواعه , ووصل خطوط الضغط المنخفض يعني احداث حراك اقتصادي كثيف تنعكس ايجابياته علي كل اشكال الحياة وعلي كافة الشرائح الاجتماعية , كما ان مضاعفة الانتاج بد اعتماد مولدات الكهرباء يشجع علي استقطاب رؤوس الاموال الاجنبية خاصة في مجال صناعة الخضر والفواكه للتصدير خاصة ان المنطقة هي الاقرب لميناء الصادر .
مشروع الكهرباء ينقذ القطاع الخاص
ان الفوائد الاجتماعية والاقتصادية لكهرباء الريف تمتد لتشمل القطاع الخاص وفي كسلا حدثني صلاح خضر مدير شركة البيم الهندسية قائلا ان مشروع امداد الكهرباء بالريف انقذ القطاع الخاص الذي ظل يعاني الكساد وقد ادي مشروع كهرباء الريف الذي تقوم به الهيئة القومية للكهرباء لخلق فرص العمل في مجال صناعة ورفع الاعمدة وتشييد الشبكات الداخلية لينعكس كل ذلك في بناء القدرات المحلية بصورة تجعل من القطاع الخاص قادرا علي تنفيذ مثل هذه المشروعات وفق احسن المواصفات مستقبلا واستدل صلاح خضر علي ذلك بقوله ان شركة البيم الهندسية قامت لوحدها واعتمادا علي كوادرها بتنفيذ مشروع شبكة اروما بعدد (360) عمود اضافة لقيام ذات الشركة بتشييد خط الضغط العالي للمشاريع البستانية بطول (70) كيلومتر لتشييد شبكة لصياغ والان تقوم الشركة بتنقيذ عدد من المشاريع بمحلية الفار , وخلاصة القول ان الشركة باتت تملك من القدرات المادية والبشرية ما يمكنها من تنفيذ اكبر المشروعات علي المستوي القومي والاقليمي .
الي تاجوج
فياليوم التالي غادرنا عبر السواقي الجنوبية وبمحازاة خطوط الضغط العالي ناحية تاجوج كنت برفقة المهندس الرضي خليفة الذي حدثني اثناء الرحلة انهم انتهوا من تغطية كل المشاريع البستانية عبر المشروع الذي بدا في العام 2007 ويعتبر من اكبر مشاريع الكهرباء بالولاية اذ يبلغ طوله (71) كيلومتر كما وضعت كهرباء كسلا خطتها لانارة كافة احياء كسلا وقد قطع العمل بالمشروع شوطا بعيدا وذلك بنظام الشبكات المتكاملة كما تقوم الهيئة بتنفيذ الاعمال التي تدعم الاستقرار في الامداد عبر اعمال الاستبدال المتواصلة للمعدات كما يشمل الاستبدال كافة الخطوط خاصة ان الاعمال تجري في تركيب محطة كهرباء كسلا التي يتوقع دخولها الخدمة في العام الجاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق